هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت من الأخلاق العامة تعد في الشرع من مظاهر النفاق، يلمسها الكثير في كثير من التصرفات اليومية.. وهاهنا تسكب العبرات على القيم والمبادئ التي جاء الشرع لرعايتها وحفظها..
إن من يقول هذه العبارة وهو يعلم تعمد كذبها مرتكب لكبيرة من الكبائر وهو فاسق بإجماع العلماء إن استمر ولم يتب.
أيها الطيبون إن فداحة هذا الخلق المنافق يقضي على الورع ومراقبة الله في القلب, إنها ليست حذلقة سياسية أو ذكاء, بل هي مكر منافق, لذلك كانت ضمن أهم منظومة قيم النفاق (إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان), أتدرون أن هذه الثلاث تجتمع في هذه الظاهرة الفجة المنافقة، لأنه حقيقة قد كذب وقد أخلف في وعده وقد خان أمانته الشرعية والأخلاقية والمهنية, فيا له من مريض بثلاثية الفصام النكد المنافق..
إنه هذا المنافق لا يكون كذلك حتى يكون جباناً عن أخلاق الكمال والمرؤة وإلا فماذا لو صدق.. إن تأثيرات هذه الظاهرة العدوانية كبيرة وكثيرة على الايمان وعلى الحياة, كم عطلت على منتظر أعماله وهو ناظر للخداع والدجل، كم حرمت من مستحقي ترقية أو درجة وظيفية أو بدلات أو بعثات, كم حرمت الوطن من كفاءات, كم أنتجت من فشل لنجاحات سقطت لما أسقط اسم المؤهلين سهواً..
إنني أتذكر زمن الانتخابات, حيث يوضع كثير في اللجان تحت شعار (هذا يتيم.. هذا مسكين) بمعنى اجعلوه يترزق الله بـ(طالع نازل) ـ حسب التعبير الشعبي.. وأتمنى أن قوائم الحوار ليست بهذا الشعار مع أنه قد أسقط رؤوس الثورة الذين سقطت منهم هامات في الميدان.
المستشار د.فضل مراد
عمداً.. سقط سهواً 1719