بيوت مهدمة, و نساء ورجال وأطفال,, شباب وشيبة,, يفترشون الأرض و يلتحفون السماء. مشردون في بلادهم,, لاجئون في وطنهم.. هذا المشهد لم يكن في غزه أو رام الله,, والفاعل لم يكن جنود الاحتلال الصهيوني,, أتدرون أين حدثت هذه الجريمة ومن الفاعل؟
وقعت أحداث هذه الجريمة النكراء في قرية المنظر ـ محافظة الحديدة ـ قرية بأكملها تهدم ويشرد ساكنوها دون شفقة أو رحمة,, ودون إنذار سابق أو إعلام ودون تعويض,, ودون بحث عن حلول لهؤلاء البسطاء الذين ظل أحدهم يبني بيته سنوات طوال ليجد المأوى له ولأسرته الكادحة " قائلاً بيتي بيتي يا ساتر عوراتي" "وكل مصيبة دون مصيبة هدم المنزل تهون، لم يرحموا عجوزاً ولا مريضاً ولا صغيراً ولا كبيراً ولا امرأة, بل ربما أقدموا على اعتقال بعض الرجال لمجرد احتجاجهم بالكلام ترى أيهم أشد ظلماً وقسوة وإجراماً ما يرتكبه الصهاينة في حق الفلسطينيين أم ترتكبه قوات الأمن اليمني في حق هؤلاء المواطنين؟؟
ولكن لماذا كل هذا الإجرام؟
قيل إن السبب هو أن أراضي القرية داخله ضمن حرم المطار والله لو كانت ضمن أراضي الحرم المكي أو النبوي ما فُعل بهم هذا والله لو كانت المنازل لبعض المتنفذين والأغنياء والمسئولين ما فعل بهم هذا؟ بل لظلت منازلهم كما هي وهدم المطار.. للأسف الشديد، أنتم من تصنعون بؤر التوتر والاحتقان، أنتم من تجعلون من المواطن الصالح مجرماً.
هكذا تجاب مطالب أبناء الحديدة، الذين لم يعرفوا النعيم في عهد مضى ولكنهم استجاروا بالنار من حر الرمضاء، فكانوا كما قال المثل اليمني" "يا مشتكي لا غير منصف زادك الله ظلامه".