مع قرب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18مارس 2013م ومع بداية انطلاقه بعد ما يقارب العام من الجدل والصراع بين الأطراف السياسية والقوى المختلفة في اليمن وبعد مساعي الدول الراعية للمبادرة وتدخلها المباشر في تيسير الأمور وتحديد موعد انعقاد المؤتمر..
ويأتي مؤتمر الحوار الذي سيشارك فيه جميع أطياف كل القوى الوطنية والسياسية الفاعلة والمرأة ومنظمات المجتمع الوطني ومختلف الفعاليات الاجتماعية والشبابية، حيث أن الحوار الوطني يمثل سفينة العبور باليمن صوب شاطئ النجاة والاستقرار وبناءً على ما سيتمخظ عنه الحوار الوطني فإن تلك النتائج هي عناوين ومستقبل اليمن وعلى قدر هذه الأهمية التي يحتلها الحوار الوطني في تجاوز الحاضر اليمني ورسم تفاصيل المستقبل فإن هذه الأهمية تحكم على المتحاورين المشاركين في الحوار أياً كانت انتماءاتهم الحزبية والفكرية واتجاهاتهم، عليهم التحلي بالمسئولية الوطنية والتخلي عن المصالح الشخصية والحزبية وجعل مصلحة اليمن هي الأهم لأن الوطن أكبر من جميع المتحاورين.
وكذلك يجب أن يعي المتحاورون أن العقلانية والمسئولية عند طرح الموضوعات وإقرارها هي أهم ضمانات نجاح الحوار الوطني، وما نلاحظه هو أن هم الناس الآن هو ماذا سيخرج مؤتمر الحوار وما بعد مؤتمر الحوار وما المدى الذي سيحققه المتحاورون.
ونحن مع قرب انعقاد مؤتمر الحوار لم يبق إلا أن نعلق على المتحاورين الآمال في إخراج اليمن من أزمته ومحنته إلى بر الأمان وأن يرسموا لوحة وطنية بديعة تكون لها انعكاساتها على مستقبل اليمن والأجيال القادمة ونفاخر بها بين الشعوب، حيث أن الحوار ضرورة لا بد منها ويتطلب من كل القوى على إنجاح هذا المؤتمر وهو يأتي في ظل اهتمام دولي وإقليمي متزايد ويعتبر الطريق الآمن للوصول إلى حل معضلات المجتمع اليمني وعلينا أن نشيد بدور رئيس الجمهورية المشير / عبد ربه منصور هادي لما يقوم به من جهود جبارة في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وما لمسنا منه أثناء زيارته الأخيرة لمحافظة عدن الحبيبة والتقائه بعدد من قيادات الحراك وشخصيات سياسية واجتماعية والذي تمخض عن الاجتماع إقناعهم بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني لما له من أهمية وهذا يدل على حكمة وحرص رئيس الجمهورية في إخراج اليمن إلى شاطئ الأمـان.
لذلك ـ وحرصاً منا ومن كل أبناء اليمن الخيرين ـ ندعو اليمن إلى تحكيم العقل والمنطق واستشعاراً للمسئولية تجاه ما يمر به الوطن من مشكلات واختلافات في الرؤى وعليه فإن مؤتمر الحوار الذي نعول عليه كثيراً ويعتبر ركيزة من أهم ركائز التسوية السياسية في البلاد وأيضاً بوابة الولوج إلى اليمن الجديد وبنجاحه سيمتلك اليمنيون الحكمة في إخراج البلاد إلى بر الأمان وإنجاح التسوية السياسية في اليمن وما نريده هو حواراً جاداً وهادفاً وبناءً ومتميزاً ليصنع دستوراً يمنياً جديداً يمضي بحكم برلماني يسير أمور البلاد على الحكم الرشيد والعدالة والمساواة، وانطلاقاً صوب بناء الدولة المدنية دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة والمصالحة الوطنية.
وفق الله الجميع لما فيه مصلحة اليمن الواحد؟
*رئيس منتدى الوحدة الثقافي بإب
محمد حمود الخولاني
الحوار فرصتنا للمصالحة الوطنية 1484