الشعب السوري يعيش أزمة إنسانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى, مع ذلك كله يظل العالم صامتاً وكأنه لا يعلم شيئاً عن ما يحدث هناك وإذا تكلم أو نطق واستدعته قدرته على ذلك للأسـف ينطق ( خـطـأً ) وهـذا مـا كـان من موقـف أو تصريـح وزير الخارجـيـة الأمريكي جون كيري أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية وبعد لقاءه بوزير الخارجية السعودي خرج كيري بتصريح لوسائل الإعـلام مفاده أنـه لا يـوجـد ضمانـات لـعـدم وقـوع الأسلـحـة المرسـلـة للمعارضـة السـوريـة في الأيـادي الخـطـأ.. لا أعـلـم كيف كان مـزاج هذا الرجـل عندما قال هذا الكـلام, نسي كيري مليشيـات الحرس الثوري الإيـرانـي التي تنشـر الموت والدمـار في عمق الأراضـي السوريـة وتتفنن في قتل الأطفال والنساء وبأسـلـحـة حديثة ومتطـورة مصدرهـا طـهـران وموسكـو, لا أدري هل غفل كيري حين كان يدلي بتصريحـه هذا من داخـل الـريـاض عن جـحـافـل حـزب الله والتي أصبـحـت تقاتل في الصفـوف الأمامية للجيش النظامـي مستغلةً الحدود الملتصقة للدولتين.. مع ذلك كله لم تكن كل هذه التدخلات في نظر ( كيري ) أيادي خطـأ, ما هذا السفه؟ وما هذا التغابـي المقصود الذي يمارسه رأس الدبلوماسية الغربية في اتخاذ مثل هذه المواقف الازدواجيـة؟ وهل سيظـل موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن تجاه مجازر الأطـفـال هو نفس الموقف المتخذ طيلة العامين الماضيين؟ أم أن الكيل بعشرة مكاييل أصبح سمة المجتمع الدولي بأكمله.
ثلاثة وعشـرون شهـراً من حـرق سوريـا شجـراً وحجراً وبشراً والعالم لم يتجـاوز خانة المتفرج على أشـلاء الضحايــا التي تسقـط كـل يـوم بالأيـــادي الخـطـأ التي لم يعرفـهـا (كيري ) ولم يسمع بها.. أكثر من مائة ألـف قتـيـل وملايـيـن النازحيـن والمشردين ومـا زال ( كيري ) وأمثاله يدقون على نغمة ( بعبع ) النصرة وتهويله وجعله شماعة يعلقون عليها تخاذلهم المقيت عن دعـم الشعب السوري الصامد وعدم وقوفها إلى جانبه، واتخاذ الأعـذار الملتويـة والساذجـة لتبرير مواقفهم هذه والتي تحدث عنها معاذ الخطيب- رئيس الائتلاف الوطني السوري- في مؤتمر روما والذي عقد مؤخراً, حيث قال: لا يوجد إرهـاب في العالم أفضع من إرهاب النظـام السوري وأن الـعـالـم أصـبـح مشغــولاً بـطـول وقصـر لحيـة المقاتل السوري ونسي أو تناسـى دماء الضحايا الأبـريـاء.
عبد الفتاح الرصاص
كيري.. والأيادي الخطأ 1289