طبعاً المشايخ مش متعودين أحد يدوس لهم على طرف, ونحن لن ندوس على طرف احد بإذن الله، ولكن سنقول مالهم وما عليهم بكل إنصاف والحديث عنهم أصبح ضرورة، لأنهم قد أصبحوا ظاهرة والمجال مفتوح " من جاء تمشيخ" وشؤون القبائل عليها تدفع، فأصبح لكل قبيلة عشرة مشايخ، وحتى المدن أصبح لها مشايخ. والمشايخ أنواع وأشكال " وعلى عينك يا رعوي" وكل له صفات ومميزات، فهناك مشايخ مطلع ومشايخ منزل أو كما يقولون اليمن الأعلى واليمن الأسفل ومشايخ المناطق الوسطى ومشايخ حماة الثورة ومشايخ حاربوا الثورة وهناك فرق طبعاً بين شيخ المدينة وشيخ القرية, طبعاً مشايخ مطلع لهم ميزات ومميزات واعتمادات وتسهيلات وأمور لا يحظى بها مشايخ منزل والمناطق الوسطى.. تقولوا ليش؟.
المهم أن المشايخ شريحة فيها الغث والسمين, الأصلي والمزيف, فيها الذهب والفضة والحديد، فلا نستطيع أن نعمم عليهم أي أحكام ومنصب الشيخ مثله مثل أي منصب آخر نحتاجه كما نحتاج محافظ للمحافظة ومديراً للمديرية وعاقلاً للحارة.. "وبالتالي على قولة عبده الجندي" شيخ للقبيلة فليست المشكلة في المنصب ولكن في سوء استخدام هذا المنصب، حيث يصبح هذا المنصب حكراً على عائلة بعينها تتوارثه الأجيال, وتمتد امتيازات هذا المنصب إلى جميع أبناء وذرية الشيخ، هكذا دون عناء, ولا يستطيع أحد إسقاط الشيخ وان كان أشبه بشارون حتى وإن سقط نظام وصعد آخر وينسى الشيخ انه ما أصبح شيخاً إلا بالرجال, كما قال المثل " يا شيخ ما شيخوك إلا رجال" رجال منحوه الثقة وكانوا سنده وعونه وفي خدمته وطاعته..
ولكن البعض يرى انه قد أعطي هذا المنصب بقرار الهي, ويبدأ يشخط وينخط ويظلم الرعية مقتدياً بفعل وقول احد المشايخ " القبيلي مثل الجبا إذا ما دعستوش وطل"، فيستخدم القبيلة ورجاله لخدمته دون أن يقدم لهم شيئاً ويرى نفسه فوقهم ويجوز له ما لا يجوز لهم، حتى أنني سمعت أن بعض المشايخ يستحوذ على كل شيء يعجبه، بقرة، نعجة, أرض، فتاة بالرضا وإلا بالصميل، مع كامل احترامنا للمشايخ المحترمين الذين يرفعون الرأس وينفعون الناس.. سنكمل الحديث بإذن الله تعالى.
أحلام القبيلي
يا شيخ ما شيخوك إلا رجال-1- 2081