لا زالت الملكية الفردية هي من تحكم المؤسسات بمختلف جوانبها ولا عجب أن تكون أحدها المؤسسات التعليمية جامعه تعز, الصرح العلمي الشامخ بمسمى أجوف من المفاهيم التعبيرية التي لا تحمل له نصيباً من اسمه, الفساد المالي والإداري هو النهج الذي يُسير كل إدارة فيها ابتداءً من رئاسة الجامعة وممثليها وانتهاء بالحراسة الأمنية في بوابتها, كل مالا يخطر على بال طالب يسكن زواياها, هذه هي جامعه تعز التي تدخل في شهرها الثاني في حِمل كاذب اسمه الإضراب لا يُبشر بميلاد تغيرات واقعية تمس تطويراً في الحياة العلمية داخل هذه المؤسسة, كالعادة لاشيء يحدث سوى تغيير وجوه تتشابه إلى حد التنصل عن المسؤولية في توظيف المعايير التي تسعى إلى استغلال كل مكوناتها المادية والبشرية لخدمه المصالح الشخصية وإذا كان لديهم مبررات لما قلت, فقط يقولون لنا أين تذهب رسوم التعليم الموازي والرسوم الغير قانونية التي تفرض على الطلاب؟.. طبعاً الإجابة واضحة, تذهب لدعم مجالات خاصة لا دخل لها في العملية التعليمية التي تتجه نحو الأسوأ والتدني ولا أحد يهتم..
حين تغيب الرقابة بنوعيها الإدارية والذاتية يكون الفساد عنواناً بارزاً يعلو جبين المؤسسات التعليمية, ليضع بصمة عار على حكومة تتجاهل أهم ركن من أركانها, لتنهار بعد ذلك بين ركام الجهل والحزبية الحمقاء التي تفرض وجودها في كل فساد, والمعروف أن عملية الإضراب تتم وفق ضوابط وشروط معينة, بحيث لا يتم الإضرار بمصالح الآخرين وتعطيل جانب مهم في حياتهم, إلا في واقعنا تسير عكس ذلك تماماً..
 ليس من منطلق الأنانية كتبت هذه السطور ولكن المصداقية تحتم ذلك, عندما نتساءل: ما هي النتائج التي سيخرج بها الإضراب؟ وهل ستكون ذات طابع إصلاحي يخدم العملية التعليمية؟.. الإجابة عن هذا السؤال هو المبرر الذي يجعلني أرثي لحال من تقع عليهم النتائج وهم الطلاب, لأن جميع الأضرار تقع عليهم, طالما وهي معروفو مُسبقاً, الوضع سيبقى كما هو وربما يكون أسوأ مما هو عليه الآن وأنت أيها الطالب المغلوب على أمرك اتحمل تراكم الدروس وضغط جدول المحاضرات حتى يتم اللحاق بالمواعيد السنوية للفترة الدراسية ولو كان على حساب إنهاك جهدك.. وإلى جانب كل هذا تحضر معاناة عرقلة مشاريع ما بعد التخرج, تعطيل الخريجين الذين يريدون شهاداتهم وسجلاتهم الأكاديمية بمبرر أقبح من فساد الجامعة وهو الإضراب.
*بقايا حبر:
يتوجس القهر خِفية البوح في وطنِ موجوعِ
ويخفي غفوة الأحلام بأنين صداه مسموع!.
Naaemalkhoulidi23@hotmail.com