هي نفس القصة ونفس الأدوار لنفس الوجوه ونفس العقليات لذات القلوب.. لدينا أكثر من 25 حزباً ولكل حزب منتسبوه وموالوه, ليس حباً وقناعة بنهج ذلك الحزب بقدر ما هو حب فيما يمنحه لهم من مزايا وسلطات وأولويات..
أحزاب قديمة ومتأصلة وأحزاب أنشئت حديثاً وأخرى في طريقها للإنشاء وجمعيات ومؤسسات ومنظمات ومسميات كثيرة ليس لها نهاية, لكن ليس لدينا سوى وطن واحد ليتهم جميعاً يدركون ذلك.
الوحدة اليمنية كانت نشيداً عذب الكلمات لطالما ترنمت به قلوبنا وحلماً بديع التفاصيل كان يداعب عيوناً حالمة كانت ترى المستقبل أجمل في ظل وطن واحد, ثم صارت الوحدة حقيقة أنعشت قلوب البسطاء من الجانبين أولئك الذين لا يعرفون لغة المصالح والمكاسب الفردية ونشأت أجيال لا تعرف سوى يمن واحد.. ألا تستحق هذه الأجيال أن تعامل بشيء من الاحترام لوجودهم وهويتهم؟!..
من الغباء أن يظنوا أنهم قادرون على فصل ما التحم بدم وروح وعقل, كما انه من الغباء أيضاً أن يلوثوا بأيديهم عملاً رائعاً سجله لهم التاريخ كأهم إنجازات حياتهم..
نحن اليمنيين مصائبنا مركبة وهمومنا معقدة, لكن أكبر بلائنا هم حكامنا, حتى هذه الكلمة حين ننطقها نشعر أننا نقول زوراً؛ إذ لا أظن أن أحداً في هذا البلد يشعر أن هناك حكومة فعلاً, إلا في النشرات الإخبارية للقنوات الحكومية تعودنا لم يعد ذلك أمراً هاماً.
من مدة تكرم الإخوة في إحدى دول الخليج بفتح باب القبول لدخول مجموعة محددة من اليمنيين للتسجيل في كلية الشرطة عندهم, طبعاً هذا بالنسبة للشباب اليمنيين حلم وأمنية تطاول النجوم وطبعاً الذين سافروا كانوا أضعاف العدد المطلوب بمئات المرات.. يحدثني أحدهم كيف أنهم يقفون في طوابير طويلة لساعات ويتطاولون على بعضهم بالشتم والضرب, حتى إن الأجهزة هناك تضطر لرشهم بخراطيم المياه لتفريقهم ومع أن باب التسجيل قد أقفل إلا أن باب الأمل عند أكثرهم لم يزل فيه فتحة يحاولون من خلالها الهروب من بلدٍ لم يعد خالٍ من باب الرزق فقط, بل حتى من العيش بأمان وإن بالقليل من القوت..
أغلقوا أبواب الرزق في وجوه الناس وهم الآن يحرمونهم حق العيش في ظل وطن موحد وآمن ويبقى الأمن والأمان هبة الرحمن ينزلها في قلوب أصفيائه المؤمنين.
جواهر الظاهري
حزبي.. وطن 1485