جميعنا يقر أن هناك أخطاء فادحة ارتكبت بحق الجنوب, كما ارتكبت بحق بقية المناطق في أرجاء اليمن, بل وصل بعضها لدرجة التهجير القسري وممارسة أفعال لا تكاد تصدق ومع هذا ولاعتبارات خاصة ومكانة أكبر للجنوب كنا نرفع صوتنا إلى صوتهم مطالبين بتصحيح هذه الأخطاء وحينما قامت ثورة 11 فبراير كان من أهم ما نادت به هو تصحيح هذه الأخطاء, ومازلنا نطالب بذلك ولن نقبل أن يضيع هذا الحق, ونحن على يقين أن عقلاء الجنوب يدركون ذلك جيداً, كما أنهم يدركون ما نكنه لهم من حب وتقدير, فقضيتنا هي قضيتهم وجميعنا يتجرع مرارة أخطاء العَليين, وما يحدث في المحافظات الجنوبية اليوم من اعتداء على أهالي البسطات والمحلات والمواطنين العاديين من أبناء الشمال لا يمكن أن يقبله عاقل ولا يمكن أن يرضاه منصف من أبناء هذه المحافظات قبل غيرها, فهل يليق اليوم بأحد من أبناء محافظات الجنوب أن يرتكب مثل تلك الأخطاء الفادحة والتي وصلت حد القتل وحرق عربيات البسطاء؟ وماذنب مثل هؤلاء المساكين حين يحارب في رزقه الوحيد وهي مجرد عربية يبيع فيها شيئاً يسد به رمق أطفاله وما لهؤلاء وأخطاء الساسة؟..
إن ظلم المساكين بدعوى خطأ أحد ما هو ظلم آخر لا يقل عن خطأ ذلك الذي لا يعبأ بأحد, فهو إما محصن في صنعاء أو بيروت أو غيرها ولو أنه يحس بآلام المساكين لما ظلم أصلاً, وهل تسترد المظالم بمظالم؟! وهل ينتصر المظلوم مهما بلغ مدى مظلوميته بالظلم؟!.. نعم لهم حقوق ونحن مع ذلك وكان البعض يلوم أهل المناطق الشمالية لماذا لا يتحركون؟ وهاهم قد تحركوا وقضى منهم من قضى ما بين شهيد بإذن الله أو جريح وتحقق الكثير مما لم يكن في الحسبان ومهما تعثرت مسيرة الإصلاح العام فإنها بإذن الله ستمضي بنا نحو اليمن الجديد فإرادتنا التغيرية الشعبية والمحفوفة بعناية الله هي الضمان الآكد للوصول للهدف المنشود.. إذن فلمَ هذه الفوضى ولماذا هذا الخراب وهناك مساعٍ حثيثة للبناء وتحقيق العدالة؟.. وأما من يبرر لهذه الجرائم بدعوى إقامة احتفالية 21 فبراير أو غيرها من أنشطة فهو لا يقل ظلماً عن أولئك بل إنه أشد ظلماً وأنكى.
تغريدة:
القلوب التي تحمل الحقد لا تعرف السلام.
توفيق الخليدي
المخربون لا يصنعون وطناً 1585