الاحتفالات في بلادنا قادت لحقائق ومستجدات وفرضت واقعاً جديداً يجعل منها قضية جديرة بالدراسة والاهتمام ومن أهم هذه الاحتفالات:-
• احتفال يفضح الخصوم.. لقد كان احتفال ثوار عدن بالذكرى الثانية للثورة الشعبية والأولى لإعادة الحق المسلوب من العائلة للشعب, فارقة في تاريخ الجنوب والعدنيين خصوصاً, فقد كشف عن الأقنعة التي كان يختفي بها البيض وعصابته وبان زيف ادعاءات الحرية والمدنية التي كان يتشدق بها وبسبب تداعيات هذا المهرجان ظهر الوجه القبيح المناطقي والعنصري الذي كانوا يخفونه عن أبناء الجنوب, بل ومارسوا أبشع صور العنف والتخريب والظلم بحق أبناء عدن وأحزابها وبحق الجنوبيين بشكل عام, كما أن تداعيات هذا الحفل جردت الكثير من القوى والشخصيات السياسية من الحصافة والحنكة السياسية, إما بتصريحاتها كالعطاس أو بسكوتها وتخاذلها في الإدانة والتبرؤ الواضح من هكذا جرائم كبعض فروع الأحزاب بعدن.
• احتفال يقوي الخصوم.. كما أن احتفال صالح بميدان السبعين بيوم التداول السلمي, كما يقول, بالإضافة إلى كونه أدخل الرجل والمحتفلين موسوعة غينيس بأغرب احتفال في تاريخ زعيم يحتفل بخلعه, فإن الاحتفال أعطى قوى الثورة التي كانت في بداية الفتور دافعاً قوياً في علاقتها وتقاطر المحتشدون وبمئات الآلاف إلى ساحات المهرجانات والمسيرات الثورية في تعز وإب والحيمة وصنعاء, كما أن هذا الحفل ستترتب عليه تداعيات سيئة على حلفاء صالح الجدد: إيران والحوثي والبيض, كونه قدمهم قرباناً لإصلاح علاقته مع الرياض وواشنطن.
• احتفال يقود للمحاكم.. أما احتفال النظام الجديد بعيد ثورة سبتمبر بميدان السبعين العام الماضي, فقد أطاح بعد حادثة السبعين بمراكز قوى وقيادات في المؤسسة العسكرية والأمنية, ما كان لهادي أن يتخلص منها بسهولة وعلى رأسهم رئيس ونائب الأمن القوي وقيادات في الداخلية, كما تسبب بإزاحة الطيب ويحيى صالح وإحالتهم للمحاكمة, بل ومنعهم من السفر وتجميد أموالهم.
• احتفال يزرع الأمل.. قد كان مهرجان التصالح والتسامح الذي شاركت فيه كل القوى الجنوبية مع ما شابه من أخطاء, مهرجاناً لتعزيز قيمة وطنية ولقد فتح لدى الناس الباب مشرعاً نحو طي صفحة الماضي والبدء بمرحلة جديدة بعيدة عن الأحقاد والثارات السياسية وبغض النظر عن نتائجه, فهو بادرة طيبة نحو المصالحة الوطنية.
فؤاد الفقيه
من عجائب الاحتفالات باليمن 1513