خطوة جبارة تلك التي أقدم عليها الرئيس هادي عندما توجه إلى عدن ثم أبين ليكون قريباً من الأحداث المؤسفة التي جرت في عدن والمكلا في اليومين الماضيين, ما رأي الحكومة لو تقوم هي الأخرى بنقل أعمالها ولو بشكل مؤقت إلى عدن وحضرموت وأبين وشبوة وتكون قريبة أكثر من أي وقت مضى من أبناء المحافظات الجنوبية, تتلمس هموم الناس والاشكالايات التي تعترض طريق التنمية أعتقد أن الأمور سوف تتغير كثيراً وسيكون للموضوع أثره الكبير على المواطن اليمني في تلك المحافظات.
ليس مهماً أن يرضى عنك كل الناس لكن عليك أن تكون مقتنعاً بما تفعل ويكون عملك نافعاً ومفيداً للإنسان و الأرض تخيلوا معي لو أن وزيراً من وزراء حكومة الوفاق قام بجولة استطلاعية في محافظة مثل أبين وليكن وزراء الكهرباء ووزير الإنشاءات ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات على سبيل المثال – وقاموا بتلمس أحوال المواطنين وهموم الناس في مديريات محافظة أبين واصطحبوا معهم فرقاً ميدانية كل من وزارته ووجهوا بالبدء بإصلاح ما دمرته الحرب التي دارت بين القوات الحكومية والعناصر الإرهابية فعادت الكهرباء وتم إصلاح الطرق وخطوط الاتصالات والانترنت, كيف سيبدوا المشهد؟ أكثر من رائع أليس كذلك.. هذا مثال فقط وكم يا وزراء من حكومة الوفاق بحاجة إلى النزول الميداني وتفقد أحوال الناس في كل مكان في الجنوب والشمال والشرق والغرب وكذلك وزيرا الزراعة والري والصحة والسكان لو توجها إلى حضرموت لتفقد أحوال المزارع والمزارعين والمساهمة في حل مشاكل الزراعة والصحة لدراسة ومعرفة الأمراض المنتشرة والأوبئة والسكان ثم انتقلا إلى محافظة الحديدة وبالية عمل زراعية وأخرى صحية كيف سيبدوا المشهد؟ هل سنسمح بحراك تهامي أو تذمر حضرمي؟..
الأمر ليس بهذه البساطة, نعم لكن هو ضروري لإحداث نقلة نوعية في أداء الحكومة وتحريك المياه الراكدة, أتركوا المكاتب واخرجوا إلى الناس تلمسوا هموم المواطن لتكتشفوا الخلل وأوجه القصور لاتنتظرو حتى يصرخ المواطن ويكفر بكل شيء بالدولة وبالوطنية وبالانتماء, جربوا هذا الأمر, لن تخسروا شيئاً.
ABAST66@HOTMAIL.COM