ما يقوم به الحراك المسلح من أعمال تخريب في الجنوب سواء قطع طرقات أو حرق مقرات الأحزاب والجمعيات الخيرية والعلمية أو قتل المدنيين وحرقهم في أكثر من محافظة جنوبية لا يعني أبدا أنهم أصبحوا الصوت الأعلى داخل الجنوب وهم يعلمون ذلك وإنما يستغلون عوامل منها:
أن عقلية النظام الحاكم اليوم لا يؤمن بالحل الأمني العسكري والثاني وجود تواطأ بشكل أو بأخر من الكثير من القوى والأحزاب السياسية وهذان العاملان هما ما جعل هؤلاء يتمادون في عنفهم وأصبحت القوى والأحزاب السياسية أمام مسؤولية تاريخية تجاه ما يحدث في الجنوب فانهيار الاقتصاد وتفكك النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية بل ومستقبل الأجيال القادمة مرهون بمواقفها من الأحداث اليوم لأنها جميعا تمتلك مقومات إصلاح أختلالات الوضع في الجنوب بما تملك من نفوذ ووسائل إعلام وقوى تنظيمية وشخصيات اجتماعية ومواقع ووسائل تأثير في القرار الجنوبي سواء المؤتمر أو الإصلاح أو الاشتراكي أو الناصري أو الحق أو الرابطة ...الخ لو استخدمت بصدق في صالح استقرار البلد لما حقق الحراك المسلح حتى 10% من تخريب حاصل الآن ولن يكون ترك الإصلاح يواجه الحملة الهمجة لوحده أداة لإضعافه فهي حتما ستزيد من شعبيته جماهيريا وسيكسب تعاطف البيوت التجارية والشركات والتجار الذين يرون في استقرار البلد والحفاظ على الوحدة مكسب للاقتصاد الوطني وما يزال أمام القوى والتنظيمات السياسية الوقت لمراجعة مواقفها وإلا ستجد نفسها أمام أزمة حتى عند الكثير من قياداتها وقواعدها التي تعتبر الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي خط احمر وان لم تجرؤ الآن عن التصريح فستكون قناعات قد تودي لسوء العلاقة مع قياداتها مستقبلا.
ونقول لمتطرفي الحراك لن تستطيع فرض قناعاتك على اليمنيين بالقوة وان الحوار وحده هو من يمكن من خلاله اخذ حقوقكم وزيادة عليها ونذكركم بالمثل القائل "لا تستهين بالدولة ولو كانت رمادا" ونرجو أن لا تحشروا النظام بتزايد أعمال البلطجة وتدمير البلد لمربع المعالجة الأمنية والعسكرية وتجيش الشعب ضدكم لأنها ستؤدي حتما إلى خسران قوتكم وقضيتكم ومكاسبكم وسيكون الثمن حينها باهظا.
فؤاد الفقيه
الأحزاب السياسية والمسؤولية التاريخية 1498