قالها لي بصوت عال وبنبرة مغايرة، فتخيلته والشرر يتقافز من عينيه، فهدّد وتوعّد، وكنت أسمع طرقات كفه على طاولة أمامه!!: "يا إلهي ماذا قلت وأين، وهل المقصود شخصي؟".. أسئلة سألتها لذاتي دون أن أبوح بها، وثانية تعلو نبرة صوته وترتفع لهجة تهديده إلى أن قال لي: "عبد ربه منصور رئيسك ورئيس دولة الـ(...), أما نحن فلا وألف لا" ,ثم أغلق السماعة كما بدأ حديثه دون السلام، ولم يستمع أو يسمح لي بالتعقيب عليه.
جلست وأنا في حيرة, لكني بعد برهة قليلة من التفكير أدركت أن المقصود - من الكلام إياه – هو أنا فعلا، أما السبب فهو لكلام أو رأي في كلام قلته في منزل الأخ المحافظ المهندس وحيد رشيد أثناء لقائه بجمع من أبناء يافع (مشايخ، رجال أعمال، شخصيات سياسية واجتماعية) وغيرهم ممن اكتظ بهم الديوان، وبحضور العم اللواء/ ناصر منصور – وكيل جهاز الأمن السياسي بعدن ولحج وأبين – والسفير/ علي العياشي، والوكيل أحمد الضلاعي، والوكيل أحمد سالمين، والعميد ركن/ صالح علي حسن؛ أركان المنطقة الجنوبية.
طبعاً الأخ المحافظ كان أول المتحدثين، وفيما بعد فُتِحَ الباب لمن يرغب في الحديث حتى جاء دوري وقلت مؤكداً حينئذ أنَّ عدن هي عنوان للجميع، وهي مأوى ووطن لذلك، فأمن المواطن فيها مسئولية تكاملية، وعلينا أن نكون على قدر من الأمانة والصدق عند الحديث عن الإخلالات الأمنية، واستقرارها هو استقرار للوطن بشكل عام، فضلاً عن الأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها وأثر ذلك على الاقتصاد والاستثمار بُعيد الاستقرار والسكينة، وأنَّ ذلك لن يتأتى إلا بالعمل بعيداً عن السياسة والحزبية والإقصاء والإلغاء والمصادرة والتهميش.
وتطرقت إلى ضرورة وواجب دعم الأخ الرئيس (الشرعي) عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية – الذي يحظى بدعم إقليمي ودولي، فمن وجهة نظري أرى أن العمل بروح وطنية من شأنه أن يكون عوناً وداعماً للأخ الرئيس خلال فترة رئاسته التي حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، فضلاً عن أن ذلكم النجاح يعد نجاحاً للوطن عموماً.
هذا أهم وأبرز ما قلته في ذلكم الجمع, فأين الخلاف أو المخالف للحقيقة؟ والخلاصة أقول لذوي العيون المغلقة والآذان الصماء والعقول المقفلة: "أنا إنسان أتحكّم بعقلي، فلا يلعب ويتلاعب به أحد، بل ولا يجب أن أمنحه فرصة لمزيد من التجارب!! العقل زينة يا قوم، وهو كرم رباني، ولأنني إنسان فلم أقل إلا الحقيقة التي أراها وأعيشها، فلماذا ينقل كلامي ويقال الرأي فيه؟".
وليعذرني القارئ الكريم إن كررت ما قاله (جورج برناردشو): "لن أصدقك بالطبع إذا حدثتني عن كلب متكلم، ولكني سوف أصدقك بمنتهى السهولة إذا حدثتني عن رجل ينبح"، أعتذر.. أعتذر.. أعتذر ثم أقول: "نعم.. عبد ربه رئيسنا، وأنا إنسان، والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات".
عمر بن حليس
نعم.. عبد ربه رئيس وأنا إنسان 1634