يتساءل الكثيرون عن الوحدة اليمنية و كيف تمّت؟!.. هناك ألف علامة استفهام حولها وعن الظروف التي هيّأت وساعدت على قيامها.. أولاً كل شيء بإرادة الله ، والكل يفهم ويدرك أن سيف القضاء فوق كل رأس و أن هذه الأمور بيد الله وحده يسيرنا في البرّ و البحر كيفما يشاء.. و لو عدنا قليلاَ إلى ما قبل الوحدة وتذكرنا ماذا كان يحدث في الشمال والجنوب لعلمنا علم اليقين أن الله يمهل ولا يهمل و أنه سبحانه لا يحب لأحدٍ أن يعبث بالعباد و يسيرهم بحسب أهوائه ورغباته فيسلّط قوما على قوم وتتحقق مشيئة الله سبحانه.. هذه هي إرادة الله ولا يمكننا أن نعترض عليها.. والآن هل سيتم إصلاح البلاد من قبل القيادة الجديدة ،وكفى ما قد مضى من ظلم السابقين الفاشلين،وان لم تتكاتف الأيدي وتتراحم القلوب لأجل إنقاذ البلد،والقضاء على كل الجراثيم التي تسببت بالأمراض التي عاناها الجسد اليمني،فهل يصعب علينا كشعب أن نضع أيدينا بأيدي بعض ونجعل نضالنا واحد ضد المنحرفين والخارجين عن النظام والقانون الذين يحرقون الأخضر واليابس بلا حسيب أو رقيب. ثم أين الشعب من هذا الحديث النبوي الشريف: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. هناك من له مصالح خاصة في الانقسامات لأجل مل بطونهم بأموال لا تحصى من أموال هذا الشعب..هذا شيء واضح وجلي للكل،إلا ترون ماذا يحصل في مناطق كثيرة من ظلم وسرقة للأموال وتهريب أدوية منتهية تقتل منا كل يوم من غير ان نشعر..الفساد مستفحل في البلاد..وهذا حصاد عشرات السنين من الحكم الفاسد غير الرشيد.. ندفع ثمنه كل يوم من حياتنا وراحتنا وأمننا وسعادة أطفالنا وحلمنا بمستقبل مزدهر جميل. على الشعب أن يخرج لأجل كرامته المهدورة وأمواله المسروقة من قبل المتمردين،أخرجوهم من صنعاء كلنا واحد ضد المتمردين..لا جنوبي ولا شمالي..نهبت أموالكم يا شعب وانتم جياع ,أطفالكم عرايا..ألا يكفي هذا لان تخرجوا لاسترجاع كل ما نهب من قبل العصابات.. الله تعالى يقول:(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..والمال السايب يعلم السرقة كما يقال، الأموال التي نهبت من قبل هؤلاء الحكام الظلمة حق للشعب وحق للأيتام وللأرامل وأبناء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لإخراج الاستعمار، ثم إسقاط الحاكم الظالم الفاسد.. لقد جاء بعد الاستعمار حكام أشد ظلماً وتنكيلاً، فالاستعمار لم يقتل نصف ما قتل هؤلاء الحكام العرب الطغاة، يجب أن ننصر بعضنا البعض وتتكاتف أيدينا لنستعيد حقوقنا الضائعة ،وألاّ نكتفي فقط بالدعاء والتمني فلن يفيدنا ذلك في شيء، بل نفعل تماماً كما قال الشاعر: (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً ) ،ويجب علينا أيضاً أن نغيث إخوتنا في الدول المنكوبة التي تذبح عن طريق طغاتها ونحن نتفرج ملتهين بمشاكلنا الداخلية..فيا عرب..الموت مرة والحياة مرة..وسيسألكم الله هل نصرتم المظلوم وأغثتم الأيتام والأرامل والمحرومين.
أحمد الدادوح السعيدي
معاً من أجل الكرامة واستعادة حقوق الشعب 1565