أتساءل كما يتساءل كل مواطن عن الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الطيران اليمني الحربي للمرة الثانية خلال شهرين تقريباً على بيوت المواطنين في قلب العاصمة صنعاء؟ تلف الجميع الحيرة ويقفون مذهولين أمام مناظر البيوت المهدمة والجثث المتفحمة.. ويعلو وجوه الجميع شرود الفاجعة وهول المصيبة.. إذ لم تشهد العاصمة حالات مشابهة لما يحدث إلا أيام تساقط صواريخ الاسكود على حارات العاصمة مهدمة البيوت على رؤوس ساكنيها.. أتساءل كما يتساءل الجميع: هل السبب يعود إلى عدم صيانة الطيران قبل وبعد الإقلاع كما هو المفروض والمعمول به لدى دول العالم؟ واجزم أن هذا سبب رئيسي أو على الأقل إحدى الأسباب المهمة التي تؤدي إلى سقوط الطيران.. ولكن ليست الحالة وليدة اليوم واللحظة, فالطيران اليمني بنوعيه المدني والعسكري ينطلق بالتوكل على الله غير اخذ بالأسباب أو متقيد بأنظمة الاياتا منظمة الطيران الدولية للطيران المدني.. ولا بأنظمة صيانة الطيران الحربي, لان مخصصات الصيانة والعناية تذهب لجيوب الفاسدين ولا تذهب لمحركات الطيران وقطع الغيار وليس أدل على ذلك من انفجار أو تصادم أو سقوط طائرتين حربيتين من نوع ميج29 أيام الحرب العالمية الخامسة أو السادسة في صعدة, مع العلم أن هذه الطائرة تعد من احدث الطيران العسكري في العالم.. دع عنك الانتينوف الساقطة فوق الحصبة أو السُوخّويْ الساقطة على الدائري وقرب ساحة التغيير, فتلك طائرات لم تعد إلا في المتاحف الحربية لدى دول العالم.
ونحن هنا لا نبرر السقوط بل ندينه بكل وسائل الإدانة ونطالب بالتحقيق الفوري والعاجل في الأسباب وإعلان نتائج ذلك على الملأ.. وفي نفس الوقت نطالب بإخراج هذه الطائرات من العاصمة ونقل القاعدة الجوية خارجها ومنع الطيران العسكري من الطيران فوق أجواء العاصمة أو أي مدينة أخرى حتى تمتلك القوات الجوية طيراناً يستطيع الدفاع عن الوطن ولا يسقط على رؤوس المواطنين الآمنين في بيوتهم.. ولكن ذلك لن يعفينا من التساؤل عن الأسباب الأخرى التي نعني بها أسباب غير الصيانة والتي لا نريد أن نذكر ما يدور في البال عنها أو حولها ولا نريد أن نستبق التحقيقات حولها.. ولا نريد أن نتهم أو نشك في وجود الطابور الخامس وسط القوه الجوية الذين قد توكل لهم المهمات القذرة التي تنفذ على حساب السياسة والدعاية وثمنها المواطن وبيته ودمه..
أتساءل مع مذيع قناة اليمن اليوم وأنا أشاهد الفاجعة على شاشته عن الظروف والملابسات التي أدت إلى سقوط الطائرتين في منطقتين معينتين؛ الأولى في الحصبة والأخرى بالقرب من ساحة التغيير؟!.. وربما أرجع الأسباب بديلاً عنه إلى لعنة الفراعنة التي كانت تحيط قبورهم وتخوف كل من يقترب منها بإصابته بها إن فكر يوماً بالدخول إليها أو التعرض لها أو مسها.. قد تكون نفسها اللعنة تحل بهذه المنطقة التي تواجد فيها الخارجون عن النبوة والخلافة والإمامة والعدالة والقسطاس المستقيم في لحظة تحول الطيران إلى طيور الأبابيل التي ترمي حجارة من سجيل, ولكن ليس على جيش أبرهة الأشرم.!