أسابيع قليلة تفصلنا عن موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. والمقرر عقده في الـ18 من مارس القادم.. والذي سيحدد ملامح وسمات مستقبل اليمن الجديد.. ويضع المداميك الأساسية لبناء الدولة المدنية الحديثة.
وتكمن أهمية الحوار الوطني في أنه سينعقد بعد أن شهدت اليمن ثورة شبابية عارمة حركت المياه الراكدة، وقلبت موازين القوى السياسية.. ونتج عنها أزمة سياسية كادت أن تدخل البلد في أتون حرب أهلية طاحنة.
وعلى الرغم من الشوط الكبير الذي قطعته العملية الانتقالية, إلا أن ما يحز في نفسي هو أننا إلى الآن لم نشهد عملية مصالحة حقيقية بين فرقاء العملية السياسية قبل الدخول في مؤتمر الحوار .. حيث يجب أن تجرى عملية مصالحة بين من تعاركوا إبان الثورة الشبابية الشعبية.. وذلك لردم الفجوات ومعالجة الجراحات والمساعدة على تقريب وجهات النظر، وإنهاء سنوات من الأحقاد والخلافات.. فتهيئة النفوس وتصفيتها من الأحقاد القديمة قبل الجلوس على طاولة الحوار ضرورة حتمية لتلطيف الأجواء والمساعدة على إنجاح مخرجات الحوار المستقبلية.
لذلك نأمل أن يبادر العقلاء والمخلصون في هذا الوطن إلى سرعة تبني عملية مصالحة عاجلة قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني حتى تتهيأ أجواء ووقائع مؤتمر الحوار الذي يتوجب علينا جميعاً أن نحشد الهمم ونشمر السواعد ونعمل معاً من أجل إنجاحه فمهما اختلفنا في الرؤى والأطروحات حول العديد من القضايا الوطنية, فإن الهدف الأساسي بلا شك هو خدمة الوطن والحرص على سلامته ووحده أراضيه.. فحب اليمن والحرص على مصلحته ومستقبله يجب أن يكون الإطار الذي نعمل تحته والهدف الذي نسعى لتحقيقه.
موسى العيزقي
تهيئة النفوس قبل الجلوس..! 1303