انطلقت الثورة الشبابية الشعبية السلمية الجمعة 11فبراير 2011م وكانت أول جمعة في انطلاق الثورة أطلق عليها "جمعة الغضب" (وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك وجاءت متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي والذي بدأت شرارتها من تونس بعد أن قام الشاب التونسي محمد البوعزيزي بإحراق نفسه يوم 17 ديسمبر لأنه سئم وضعه الاجتماعي المتردي إضافة لتسلط الشرطة على المواطنين وعدم قبول الشكاوي الموجهة ضدهم, وتضامن أهالي سيدي بوزيد مع البوعزيزي وخرجوا في مظاهرات للمطالبة بالعدالة والحرية, ولكن الاحتجاجات سرعان ما تحولت إلى ثورة أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي لتكون شرارة الاحتجاجات في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج, قاد هذه الثورة الشباب اليمني الطامح إلى التغيير والذي هو شرارتها وعمود نجاحها بالإضافة إلى أحزاب المعارضة المطالبة بتغيير نظام الرئيس المخلوع علي صالح الذي ظل يحكم البلاد منذ 33 عاماً.
بدأت المسيرات والاحتجاجات في 15 يناير ونادت بإسقاط النظام العائلي الاستبدادي, لكنها لم ترق إلى ثورة وبدأت الثورة الممنهجة كاملة الأهداف والمطالب في11فبراير وكانت شرارتها 15يناير ولذلك سنحتفل بالتاريخين في كل عام ولكن سيكون الاحتفال الأكبر هو في 11 فبراير ففيه بدأ كفاحنا الحقيقي ..
11فبراير ثورة الإرادة والعزيمة والكفاح ضد الظلم والطغيان والاستبداد والتمديد والتوريث, 11 فبراير مفتاح الدخول أو الوصول إلى الحياة الذي ينشدها اليمنيون في كل ساحات العز والإباء, ثورة 11فبراير الثورة التي لم يكن لها قائد يقودها سوى قائد واحد تجتمع فيه الفكرة الموحدة والضمير الصاحي (القائد فكره وضمير).
لذلك قبل الثورة كنا أموات ولكن بفضل الله وبفضل الثورة المباركة عدنا إلى الحياة مرة أخرى هذا التاريخ وهذا اليوم عيد ميلاد كل يمني حر خرج إلى ساحات الثورة والتغيير, مطالباً بالحرية والكرامة واستمرار الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها دليل على مرونتها ,لذلك قد تتخذ أشكالاً عديدة لكنها مستمرة كل يوم نقترب من تحقيق أهداف الثورة وتطلعات اليمنيين كل يوم يمضي نترحم به على شهدائنا.. شهداء الحرية والكرامة الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لهذا الوطن ونسعى للوفاء لهم بما عاهدونا عليه وتسلمنا منهم ميثاق العهد والوفاء لكل من سالت دماءه على هذه الأرض الطيبة ارض الإيمان والحكمة.. اختيار 18 مارس يوم جمعة الكرامة هل الهدف إحياء هذه الذكرى الأليمة أم دفنها ولذا فأننا ننظر إلى أن التوقيت مقصود وإذا أخذنا التواريخ التي تعتمد والمناسبات التي يحتفون بها منذ التوقيع على المبادرة كلها ذات دلالات واعتبارات واضحة .هذه قراءة لكن من ناحية أخرى قد يكون الحوار في هذا اليوم ذو رمزية إيجابية ذكرى وعهد وظل روح الشهيد تكلل المساعي ..بالنجاح...والإصرار على التغيير... !!
لكن طبيعة الإنسان دائما يفكر بالسلبيات ولا يفكر بالإيجابيات اعتقد أن اختيار يوم 18 مارس يعتبر انتصاراً للشهداء فسيكون يوماً يتذكر اليمنيون والعالم ما صنعه النظام في هذا اليوم الغالي على قلوبنا ولكن لكل منا رأيه ونحن نحترم أراء الآخرين لماذا لا نقرأ على أن هذا اليوم 18 مارس اليوم الذي تحقق فيها الإنتصار لدماء الشهداء والجرحى ومنها ولجنا إلى الحوار الذي هو بوابة الانتصار للمظلومين وانتزاع حقوق الشعب ..
رؤوف الصلاحي
ذكرى ثورة فبراير 1397