ما كنت أتوقع أن يقحم بعض زملاء المهنة أنفسهم في أتون الصراعات الحزبية والتجاذبات السياسية الممقوتة أو يتحولوا إلى أدوات بيد غيرهم بالريموت كنترول وعن بعد ولست متحاملاً هنا على أحد أو في معرض اتهام ولن أتطرق لما يتعارض وأدبيات المهنة ولكنني لست ممن يزيف الحقائق، فأنا لست من عمران ولا يوجد لي قريب هنا سوى أنه جزء من وطني وكفى به عزاً وقريباً..
وبالعودة إلى موضوع نشرته إحدى الصحف المستقلة تحت عنوان "الحاكم العسكري لعمران والوحشية" وليعلم زملائي بأني أحد مصوري تلك المظاهرة التي أنتجت العنوان ووثقت جزءاً منها ووجهت حينها إشادة شفهية للعسكر الذين ترجلوا من طقم عسكري قيل أنه يتبع القشيبي بعد أن حاول مجموعة من الأشخاص الاحتكاك بهم لإثارتهم على ما يبدو غير، أنهم ابتعدوا مترجلين بجانب أحد الأبنية يرقبون سير الفعالية ويطمئنون عليها.. أما مصدر النار الذي انطلق من مؤخرة المتظاهرين فقد كانت سيارة جيب مدني رأيتها بعيني لاذت بالفرار ورغم أن مشاركتي على عجل إلا أنني رأيت ثقافة العسكر عالية جداً والذين كانوا على ما يبدو مدركين حساسية الموقف ودل ذلك على تعاملهم الراقي معنا وكان هذا الموقف هو كل الانطباع الذي أخذته من عمران وفي صبيحة اليوم التالي اتصل بي أحد ضباط اللواء الذي أخذ رقمي في اليوم الأول للتو وعتب عليا بعض الشيء، قلت له، لعل هناك لبساً في الموضوع ووعدته بأنني سأكتب عن الفعالية بنفسي وها أنا أفي بوعدي وأحمل زميلي إبراهيم أمانة التنفيذ، مع ثقتي بحيادية "أخبار اليوم" ومع اعتذاري الشديد لسيادة اللواء حميد القشيبي وهو اعتذار حملة الأقلام على وجه العموم وهو يقدر تماماً طبيعة المرحلة وتحية رديفة أيضاً للواء 310 مدرع صمام الثورة وعامل الاستقرار في محافظة عمران.
علي حسين محمد مثنى
حماية العسكر للمظاهرات.. عمران نموذجاً 1443