;
خالد وليد الفضول
خالد وليد الفضول

في ذكرى أم الثورات 1651

2013-02-18 15:36:50


بالأمس مرت علينا الذكرى الرابعة والستين لأول ثورة وطنية يمنية، أم الثورات هي ثورة 48 الدستورية التي اندلعت شرارتها في السابع عشر من فبراير عام 1948م، و التي هدفت إلى الانتقال من الحكم التسلطي الفردي إلى الحكم الدستوري، فكل الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر وثورة الشباب ما هي إلا امتداد لثورة 48م.
كتب الفشل لثورة 48م لعدة أسباب، كان أحد تلك الأسباب هو عدم استيعاب الشعب لمشروع التغير بسبب الجهل الذي عاش فيه الشعب آنذاك، وقد أعدم معظمهم العدة من أجل نجاح هذه الثورة، منهم الشيخ الشهيد علي بن ناصر القردعي الذي قام بتنفيذ عملية اغتيال الإمام يحيى والذي اكتفى بخمسين رصاصة أطلقها لتصيب الإمام الطاغية وقتل في الحال، وشيخ الشهداء/عبد الوهاب نعمان والشهيد أحمد المطاع والشهيد أحمد البراق، وغيرهم الكثير من أبناء اليمن اللذين أرخصوا أموالهم وأرواحهم ودفعوا دمائهم الزكية مهراً لحياة كريمة لشعبهم بعد أن ذاقوا المر في ظل حكم الأئمة، الذين سخروا حكمهم لليمن لأجل مصالحهم فقط، وتركوا الشعب يعاني ويلات الفقر والمرض والجهل.
ثورة 48 الدستورية التي فشلت وسقطت صنعاء بيد الإمام أحمد وتم تنصيبه في 21 مارس 1948م، وتم إعدام 27 من خيرة أبناء الوطن، ثورة 48 فشلت بسبب نجاة ولي العهد، وفشل مشروع الميثاق المقدس.. السبب الآخر هو سلبية الإمام الدستوري الجديد عبدالله بن أحمد الوزير وعدم قبوله النصح لمن حوله من قيادات الثورة الدستورية الذين أشاروا عليه بالانتقال من المحويت إلى حجة مسقط رأس بيت حميد الدين، لكي لا يسبقهم إليها ولي العهد أحمد بن يحيى حميد الدين الذي نجا من عملية اغتياله، وعدم إصغائه لمن حوله بالاستعانة بقبائل الزرانيق الذين يكنون كل الكره لأسرة حميد الدين، والاستعانة بأبناء المناطق الوسطى تعز وإب، حيث تكفلا الشيخين/عبد الوهاب نعمان والشيخ علي محسن باشا بإمداد جيش الثورة بأبناء هاتين المنطقتين، ولو أن الوزير قبل النصح لكانت إمكانية انتصار الثورة أقوى.
ثورة 48م فشلت لأن من قام بها المتعلمون والمتنورون من الشعب وقيادات ذات كفاءة، لكن القيادات المتعلمة سلمت الثورة للقيادات المتخلفة والمتعجرفة آنذاك، فهل سنسير على نفس المنوال الذي سارت عليه ثوراتنا السابقة؟.. لا أنكر بأنني متخوف من تحول مسار ثورتنا، كنني متفائل بالدور الذي بإمكان الشباب أن يحققه.
شاءت الأقدار بأنه بعد اثنين وستين عاماً وفي نفس الشهر فبراير من عام 2011م، قام الشعب اليمني بثورة شبابية شعبية سلمية، خرجت لتحقيق نفس الهدف وهو إسقاط الحكم التسلطي الفردي وإقامة حكم ديمقراطي يكفله الدستور القانون.
في هذه الذكرى الخالدة التي نساها الكثير من أبناء اليمن، بالرغم من أن فيها الكثير من الدروس والعبر، على شباب ثورة فبراير الأحرار العودة إلى تاريخ ثورة 48م والاستفادة من دروس التاريخ، عليهم أن يقفوا أمام تلك القيادات التي تريد أن تقود الثورة المضادة، ومعرفة تلك القوى التي تريد أن يكتب لثورة فبراير الفشل.
لا غريب اليوم أن نجد من كان بالأمس فاسداً يدعي ثوب الشرف وأن من كان قاتلاً بالأمس يدعي البراءة اليوم ويمثل دور المدافع عن من كان هو سبب جرحهم.. على شباب الثورة أن يدركوا بأن لصوص الثورات سيبذلون الغالي والنفيس من أجل إفشال ثورتهم، فهناك قوى ترى سعادتها في جعل هذا الشعب تعيساً.. على شباب الثورة أن يكونوا حذرين من تلك القوى سواء كانت قوى داخل أو خارج الوطن.
الله أكبر، الموت للفاسدين، اللعنة على الظالمين، العزة للشعب، المجد للوطن، الخلود لشهداء 48 م و55م و 62 م و 2011م.
*ناشط حقوقي وسياسي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد