السبيل لمعرفه اتجاه السياسة عادة ما يكون أمراً في غاية الصعوبة حينما تكون طريقه غير معبدة بالوضوح وتتجلى وعورتها في أنها لاتصل إلى الواقع الذي يمثله المواطن حين يصدح المسئولون ببرامج ذات توجهات مختلفة منها الحزبية والمناطقية والمذهبية وتتداخل بينهم حِراكات بمسميات غامضة تتحد في فكرة أن يعيش الوطن في صراعات ونزاعات مدروسة نتائجها مُسبقاً.. وطن كل شيء فيه مبهم ومواطن يُصارع كل التوجهات في ظل ظروف اقتصاديه مُرة, لا ترتقي بمن يُكابدون معاناته إلى الحياة الإنسانية وهذا الأمر كان واضحاً عندما قامت الثورة, فأول المسميات التي أطلقت عليها ثوره الفقر أو بمصطلح آخر ثوره الجياع حين رأوا هدف المواطن البسيط الحياة الكريمة التي تتمثل بالجانب الاقتصادي الذي تعاظمت سلبياته كآثار خلفتها السياسات المتشدقة بالخطابات الاستعراضية المجافية لقضايا المواطن وحقوقه والتي جعلت حق المواطنة تائهة بين دهاليز السياسة ومنكسرة الحلم بكوابيس الفقر.. لذا من يصرخون اليوم بأن الثورة لازالت مستمرة فهم على حق, ليس من منطلق شعارات ثورية تدعم حضورها الأحزاب ولا هتافات وهمية تغزو بها تنظيمات يتزعمها عُملاء قبلوا أن يصلوا إلى مصالحهم على حساب طموح وإرادة شهداء أرادوا العيش في وطن يمنحهم جنسيه الحياة, فالثورة مستمرة بأصوات الوطنية والولاء وبمبادئ الحرية والكرامة, فمن يصرخ أنا ثائر لأجل حزبي أو مذهبي أو لأجل قضية لست مؤمناً بمصداقيتها فلن يكون محسوباً على ثوره قامت من أجل مصلحة وطن ومستقبل شعب.
*بقايا حبر:
حدود الوطن تُستغل..
البحر يحمل أسلحه للجناة
والبر يرسو عليه قُطاع حياة
والجو يقصف منه طغاة
شحنة مُلغمة بالعملاء
وطائرة بلا طيار إرهابية الإغواء
وطن تُمزقه العمالة بشراسة الإقصاء
ومواطن تصلبه الحزبية بجذع الرياء
أي مدنية هذه تحمل تباشير البلاء
وأي تغيير هذا يقوده أولئك الحُقراء
لك الله يا وطني ثوار فبراير لم يبقوا أحياء
من أرادوا شموخك رحلوا لأجل الكرامة شهداء
ومن باعوا عزتك يُلقبون اليوم بالشرفاء.!