قطع الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي كل التكهنات بإعلانه مؤخراً يوم الـ18 من مارس موعداً لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهو اليوم المشئوم في حياة اليمنيين.. والذي وقعت فيه حادثة جمعة الكرامة.. ويأتي تحديد موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني إيذاناً رسمياً ببدء المرحلة المفصلية في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر.. والتي تتطلب تهيئة الأجواء وتلطيفها، والوقوف جنباً إلى جنب من اجل مواجهة التحديات الكبرى والتغلب عليها, كما يجب الالتفاف حول الرجل الذي مُنح الثقة ليكون رجل المرحلة الراهنة ( عبد ربه هادي) وهو جدير بأن يقود السفينة إلى بر الأمان ويستحق كل التقدير والاحترام.
الأحزاب السياسية هي الأخرى يقع على عاتقها اليوم مهمة كبيرة وهي مدعوة إلى إثبات حُسن نيتها وتكريس أقوالها وآرائها إلى أفعال، فالمرحلة مرحلة عمل والجميع مدعو إلى المشاركة في بناء اليمن الجديد ( يمن المؤسسات والنظام والقانون).
الشباب في ساحات وميادين التغيير والحرية يتحملون نصيب الأسد من المسئولية الوطنية تجاه هذه المرحلة الحرجة، وبالتالي عليهم مد يد العون وجسور المساعدة للرئيس وللحكومة لتحقيق كل المطالب التي خرجنا جميعاً من أجلها..
أعداء الوطن وتجار الحروب يجب الحذر منهم وقطع الطريق أمام أهدافهم الذميمة ونواياهم الخبيثة..
وسائل الإعلام يجب أن تطوي صفحة الماضي وتفتح صفحات جديدة مشرقة يسودها الحب والتسامح والوئام.. كما يجب عليها الابتعاد عن كل ما من شأنه العمل على تأجيج الصراعات وشق صف أبناء المجتمع اليمني الواحد، وما من شأنه- أيضاً- تكريس ثقافة الحقد والكراهية.. والتأثير سلباً على وقائع مؤتمر الحوار ومخرجاته المرتقبة..
المثقفون والكتاب والصحفيون ورجال السياسة وحملة الكلمة يقع على عاتقهم أيضاً تعريف الناس بأهمية المرحلة الراهنة وبضرورة الاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات.
أيضاً يبقى شيء في غاية الأهمية هو (إخلاص النية)، فإذا كانت نوايا الجميع سليمة وطيبة، فإنهم سيعملون بتفانٍ وبجدية من اجل إنجاح هذا الحدث التاريخي الذي سيمكننا من بناء الوطن الكبير.. فبناء اليمن وتنميته والحفاظ على أمنه وسلامة أراضيه مسئولية الجميع.
موسى العيزقي
الحوار الوطني وضرورة التهيئة 1554