أخيراً كشف المستور حول حقيقة ما دار ويدور في اليمن.. مجلس الأمن الدولي في جلسته الأخيرة حول اليمن يوضح للعالم أجمع أن اليمن بين فكي من تنادوا بحبهم لها ولشعبها ويبين بما لا يدع مجالاً للشك بأن العليين هما العدوان الرئيسيان لليمن وأهلها.. وهو ما أردنا أن نوصله للشارع اليمني من قبل من خلال رسائل متفرقة عن الوضع الذي تمر به اليمن ومحاولة تأزيم المرحلة الانتقالية وتقزيم حكومة باسندوة.. لقد اتضح جليا للرأي العام اليمني والعربي والعالم الغربي أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد استثمر الدعم المالي والعسكري المقدم من أمريكا والدول الأوروبية لخدمة أطماعه ومآربه الشخصية وفيما يخدم بقاء العائلة وهيمنتها المستمرة لليمن وإخضاع شعبها لسيطرة العائلة.. لقد استغل تلك الأموال في إنشاء حركة الشباب المؤمن في صعدة بقيادة الحوثي ودخل في ستة حروب متتالية ليس ليقضي على تلك الحركة وإنما لإقناع إيران بأن الولد الصالح بدأ يكبر ويحتاج للدعم والمساندة, الأمر الذي دفع بإيران إلى إنشاء قاعدة عسكرية لها في المياه الإقليمية تمد من خلالها حركة الحوثيين (الشباب المؤمن) بالدعم العسكري عبر السفن التي أرسلت في عهد صالح ولم نسمع بها, غير أن ثورة 11 فبراير وبتغيراتها الجذرية لنظام الحكم في الحكم استطاعت أن توضح للعالم أجمع تلك الحقيقة من يقظة أجهزة الأمن في ظل حكومة الوفاق إلى ما تريده إيران من اليمن, حيث تمكنت من إلقاء القبض على عدة سفن إيرانية محملة بالأسلحة الفتاكة كانت ستسلم إلى الحوثيين لمواصلة المشوار وزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وآخرها كانت شحنة الصواريخ.. غير أن نظام صالح لم يكتف بتلك الخيانة للوطن والشعب وإنما عمل على إنشاء جماعات مسلحة تنتمي لتنظيم القاعدة وأمدهم بالسلاح وادعم المادي واللوجستي, حيث قامت تلك الجماعات بعدة عمليات متتالية أثناء حكمه, كانت في حقيقتها تخدم الرئيس السابق من خلال تواصل العدم المالي للدول الغربية وأمريكا, الأمر الذي القى بكثير من التساؤلات حول كيفية إتباع صالح لتلك الإستراتجية مع علمه أن هذه اللعبة مكشوفة ولها عواقبها.. وقبل رحيل صالح من حكم البلاد أوضح في كلمة متلفزة أثناء لقائه بقيادات الجيش والأمن أنه إذا رحل فإن الوحدة ستنتهي.. وهو ما تم تنفيذه من خلال سيطرة القاعدة على أبين ومحاولة التوسع في بعض المحافظات الشمالية والشرقية, غير أن تلك الوقائع لم تكن في صالحه, حيث تمكن الجيش اليمني في ظل حكومة الوفاق من القضاء على الجماعات المسلحة المسماة بتنظيم القاعدة في أبين وتحريرها بالكامل واستعادة الهيبة للقوات المسلحة اليمنية.. الأمر الذي لم يعجب صالح فاتجه إلى عدو الأمس وأجرى معه صفقات من خلف الكواليس لدعم ما يسمى بالحراك الجنوبي, حيث بدأت أمام الجيش اليمني مواجهة من نوع آخر في محاولة لإرباكه بعد الانتصار على القاعدة في أبين.. واليوم هاهو علي عبدالله وشريكه في إقامة الوحدة اليمنية يتفقان على هدف واحد وهو عودة الأوضاع في اليمن إلى ما قبل عام 1990م, الأمر الذي فرض على مجلس الأمن أن يوجه من خلال جلسته التي عقدها يوم الجمعة 15-2-2013م رسالة تحذير إلى كلا العليين أن أمركما مكشوف للمجتمع الدولي وعليكما أن تتوقفا عن عرقلة المرحلة الانتقالية في اليمن والدخول مع كافة الأطراف في اليمن عبر مائدة الحوار لتجنيب اليمن نار الحرب والتمزق, ما لم فإن المجلس سيتخذ إجراءات صارمة في حق كل من يحاول المساس بوحدة اليمن وأمنها واستقرارها من خلال تطبيق العقوبات المنصوص عليها في المادة 41 من قانون مجلس الأمن الدولي والمتعلقة بفرض عقوبات على داعمي الإرهاب.. رسالة قوية نعلم بأن مجلس الأمن قادر على تنفيذها ولكن هل يعي صالح ورفيقه تلك المسألة وأن اليمن ووحدتها عليهما خط أحمر لا يمكن تجاوزه وأن مواصلتهما لمشوار الفرقة والتمزيق وزعزعة الأمن والاستقرار عواقبه وخيمة وأن اليمن محمية من قبل المجتمع الدولي.