أيام وساعات سعيدة يعيشها الشعب اليمني ويقضيها في الاحتفالات المتواصلة ليل نهار، تخلَّلتها الأهازيج والفرحات والسعادة والخيرات، تلك هي أيام عيد الأعياد الوطنية عيد ثورة 11فبراير الشبابية الشعبية السلمية 2011م، فالشعب اليمني يستمتع هذه الأيام بنشوة النصر العظيم الذي حققه، حيث استطاع إسقاط، لا أقول الرئيس السابق ونظامه الفاسد فحسب، بل اسقط اكبر مشروع توريثي للحكم الديكتاتوري وإذا كان إسقاط الرئيس السابق هدفاً من أهداف الثورة ونصراً عظيماً للشعب فان إسقاط مشروع توريث الحكم يعتبر نصر عظيم كذلك وعلى الرغم من أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين يفرح الشعب اليمني بإحياء ذكراهما سنويا وتعلن الدولة كلاً منهما عيداً وطنياً، لكن ثورة 11فبراير تعتبر أم الثورات لأنها حققت أعظم الانتصارات وأعادت الاعتبار لسابقاتها من الثورات، فعلى الرغم من أن رئيس الجمهورية (هادي ) وحتى الآن لم يعلن بقرار جمهوري أن 11فبراير عيد وطني وعطلة رسمية، إلا أن الشعب اليمني احتفل وما زال يحتفل بذكراها في شتى الساحات والميادين بجميع محافظات الجمهورية ومديرياتها وقراها وحاراتها رجالاً ونساءً شباباً وأطفالاً صغاراً وكباراً، حيث عطَّل معظم الموظفين في القطاعين العام والخاص والمختلط ابتهاجاً بثورة اليمن الجديدة التي أنقذت الشعب من حكم الفرد والأسرة والعائلة وجعلته (يحكم نفسه بنفسه)، بل أسقطت مشروع التوريث وفتحت آفاقاً واسعة نحو الحرية والمساواة والعدالة، هذا وما زالت الثورة مستمرة لتحقيق كامل أهدافها وبناء اليمن الجديد الموحد، لاسيما وأن أعداء الشعب والأمن والسلام وخصوم الوطن ما زالوا يثيرون البلابل والفتن والتخريب والقلاقل بدعم من الرئيس السابق وأقاربه وبتنسيق مع (إيران) التي تدعم بالمال والسلاح وقد أشادت أمريكا بضبط اليمن سفينة أسلحة إيرانية وتعتبرها مثيرة للقلق, وكل ما يهدف إليه الرئيس السابق وإيران هو زعزعة الوضع اليمني وعرقلة تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، هذا بالإضافة إلى أن لإيران هدف خاص وهو توسيع المد الشيعي في اليمن ودول الخليج.. وفي الوقت الذي يقوم فيه الشعب بإحياء ذكرى ثورة الشباب فإنهم يتهيئون لسماع قرار جمهوري يصدره الرئيس باعتبار 11فبراير من كل عام إجازة رسمية لجميع موظفي الدولة وعيداً وطنياً خالداً يحتفل فيه الشعب اليمني من كل عام لاسيما وأن الشعب أصبح يحتفل ويعطل بدون قرار بذلك فالأولى بالرئيس (هادي) أن يبادر إلى سرعة إصدار قراره دون توان ولا حرج، فثورة الشباب السلمية صار معترف بها من جميع دول العالم ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وأصبح العالم يشاهد احتفالات الشعب هذه الأيام والتي تُنْقَلُ عبر القنوات الفضائية المحلية والعربية والدولية ولولا الثورة الشبابية لاستمر الرئيس السابق وأقاربه ونظامه يعيثون في الأرض فساداً، فالشعب اليمني اليوم ينتظر وبفارغ الصبر صدور قرار رئيس الجمهورية بشأن العيد الوطني وقد اعتبر وزراء وبرلمانيون كلمة الرئيس للشباب (وفاء لتضحياتهم ورسالة تأكيد للتغيير وتأكيد لدورهم في بناء اليمن الجديد، مضيفاً بأن الشباب هم أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل وهم من أشعل التغيير) فالثورة العظيمة صنعتها دماء الشهداء وآهات الجرحى وخلدوها بدمائهم الزكية الطاهرة، فالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر والعزة والكرامة للأحرار.
/////////
أحمد محمد نعمان
11 فَبْرَايِر عِيْدُ كُلِّ الأعْيَاد !! 1769