على حكومة الوفاق أن تعي تماماً أن إخفاقها في ملف جرحى الثورة السلمية ليس كأي إخفاق وأن أي مبرر أو عذر لاستمرار معاناة هؤلاء الأبطال غير مقبول بالمرة وعلى حكومة الوفاق أن تدرك أنها كانت في غنى عن الموقف المحرج الذي وضعها فيه الرئيس السابق، حيث عرض مبالغ مالية على الجرحى المعتصمين وبطانيات وقد كان الأولى به أن لا يعتدي على أولئك الجرحى ومن ثم التباكي عليهم، فالشعب اليمني أكبر بكثير من أن تنطلي عليه مثل هذه الدموع ولكن لهذا الموقف فائدة من حيث أنها أظهرت حكومة الوفاق كم هي صغيرة أمام هذا الملف الحساس والطارئ الذي لا يتحمل تسويفاً أو تأجيلاً..
نحمد الله تعالى أن ثورة الشعب اليمني خرجت بأقل قدر من الضحايا سواءً جرحى أو شهداء مقارنة ببقية ثورات شعوب الربيع العربي، ذلك أن الله رحيم بنا "وأنزل البرد على قدر الدفى" كما يقال في المثل الشعبي اليمني..
صحيح أن إمكانات الدولة محدودة وقد التمسنا لها بعض العذر لبعض الزمن، لكن لكل عذر نهاية ولكل زمان انقضاء وما كان مقبولاً خلال أشهر لم يعد بالإمكان تقبله بعد مرور عام وكما أن الدولة استطاعت أو في طريقها للحصول على تمويلات لبرامج ومشاريع، فهي لو أخذت الموضوع كما ينبغي فإنها لن تعجز عن الوصول إلى طريقة ترضي الجرحى وتضمن بذل أقصى ما يمكن لكي تنتهي جروحهم فهؤلاء الجرحى أعطوا أقصى ما يمكن إعطاؤه وقدموا أرواحهم من أجل الوطن وكانت حياتهم، بين خيارات متعددة أقربها الموت أو الإصابة وما قدموه لم يكن طلباً لمقابل وما يطلبونه الآن ليس مقابل لما قدموا وإنما حقاً يجب أن ينالوه والعلاج حق مكفول على الدولة تقديمه لمواطنيها عامة ولأبطالها خاصة .
وعلى العموم في حالة إذا ما ضاقت عليكم ووجدتم كل البنود مغلقة لا يمكن من خلالها النفاذ كي تستطيعوا تقديم العلاج للجرحى، بالرغم من أن قراراً جمهورياً قد صدر بشأن علاج جرحى الثورة الشبابية السلمية، فلا بأس في أن تبحثوا عن قرض من أجل علاج هؤلاء الأبطال، فعلاجهم ضرورة أشد من أي ضرورة أخرى بحثتم لها عن قروض للتمويل، بل إنكم بحثتم عن قروض لما ليس له أي ضرورة أو استثناء .
أما ما يخص الاعتداء على الجرحى المعتصمين أمام مجلس الوزراء فهو عيب لا ينبغي تكراره ولا ينبغي أن يمر من نفذه وثقتي كبيرة في أن لا علاقة لباسندوة أو حكومته فيما حدث للجرحى المعتصمين وأملي كبير في أن تتغير معاملة الجرحى وأسر الشهداء وأن يصبح ملف الشهداء والجرحى أولوية مطلقة لحكومة الوفاق وما دون ذلك لن يكون له أي قبول ولن نقبل أي عذر خصوصاً في هذا الملف .
جلال الوهبي
شهداء وجرحى الثورة أولوية مطلقة 1680