مجبولون بالتغييب والغياب ومحاصرون بثقافة الصحو بعد الفقد..
لكأني بك تحاصرك الهموم. تستفيق صباحا لتدرك أنك وحدك في وطن وهبته العمر كل العمر.. وتخلد إلى وجعك كل يوم وتبتسمع ما إن تدرك أن كل شيء في هذا البلد يفتتج صلاته بعذب لحنك..
فتاة المدارس تركض كل صباح تنتظر أن يصل مسامعها نشيدك العذب.. أنا , هي , وهم جميعاً..
أنت وحدك من كان فعلاً الرجل السنتيان الذي وحد ساحات اليمن في أشد الاختلاف وجذوة لهيبها. الكل اختلف فاتفق عليك، الكل تطرف ومارس الغلو والكره وكنت محبوباً للجميع.. صوتك الآتي من الأعماق ومن باطن الحب للوطن ضم نهدي الوطن فكان الذي يصرخ " مع " والذي يصرخ " ضد " يتفيؤون تحت خماءلك يا أيوب..
"كم شهيد من ثرى قبر يطل.. كي يرى ما قد سقى في الدم غرسة " وكم نحن ننكس رؤوسنا خجلاً إذا خنا أمانة الشهيد " أنت ".. بأن ننتصر لمن نذر نفسه للجمال والحب والوطن.. من حق كل شهيد أكد القسم.. على الفداء وسقى أرض الكفاح دماً..
ألم تأت بها كلحن ثوري كفيل ببث الحماس وإشعال ثورة..
أيها الإنسان أيوب , يبدو أن لسان حالك " صابر صبر أيوب " أمام تجاهلنا لك , تفانينا في النسيان , في التجاهل..
بالأمس القريب غادرنا الكبير أيضاً محمد مرشد ناجي , غادرنا بقلب جريح , وبفؤاد مطعون من وطن لا يسعف فيه إلا تجار الحروب ومفتعليها.. المحبون ومن تسكن حناياهم أرواح جميلة يسحقون في هذا الوطن , يدفعون ضريبة الجمال والحب التغييب من كل شيء جميل..
أشعر بأني أشتاق إليك , استوحشك وأنا الذي لم أصادفك إلا لبرهة وأنا صغير، بينما كنت أود قطع إشارة المرور فحضت عيني برؤية خاطفة لك جعلتني سعيداً لأيام كثر.. لو كنت أتمنى وسط هذا الغياب شيء لتمنيت بالأمس أن توقد شعلة ثورتنا أنت , ولتلبس درع الثورة ووسامها كأقل أمنية صغيرة قد يحققها منهم مرابطون في ساحات الوطن..
صبراً يا أيوب الإنسان والفنان فأنت مع البسطاء , مع الأطفال في المدارس , الجنود في معسكراتهم, في قلب صبية ريفية تحتفظ بك لحناً تهديه عشيقاً يتلوى نهماً لهمسة حب , ترافق الفلاح والراعي , في قلب الشهيد الذي حركه كلماتك للذود عن الحرية والكرامة.. في لواعج مغترب يرنم لحنك كل يوم, في بهجة عريس ينت
الله ما أكبرك وأعزك في قلوبنا جميعاً.. والله الله لو حكومتنا تتذكر لوهلة أن هناك أيوب وغيره في الوطن يستحقون أن نكون بالقرب منهم بعد سنين العطاء الممتدة..
أحمد حمود الأثوري
صباح الصبر يا أيوب.. 1706