يعتبر الـ11 من فبراير تاريخاً عظيماً وميلاداً جديداً استشرفت به اليمن وكل اليمنيين، ففيه أصبحنا في ظل مرحلة جديدة وتحول مسار صحيح وفيه انطلقت الثورة وانتهت شرعية علي صالح..
و11 فبراير يوم من الدهر لم يصنع أشعته شمس الضحى.. بل صنعناه بأيدينا.. فكان تاريخاً أعظم في قلوب الشباب منذُ خروجهم الأول لإسقاط النظام البائس المتناقض نظام علي عبدالله صالح،
ففي الذكرى الثانية لانطلاق الثورة الشبابية السلمية والتي كانت في وقت سابق غائبة تماماً وكأنها غادرت الأراضي الثورية.. أدركتُ خلال خروجي للعيد الوطني الـ11 من فبراير في محافظة تعز أن الثورة عادت مجدداً من حيث وجدت.. فلم أكون أتصور تلك الحشود الذي هزت المشاعر والتي انطلقت من شارع الحصب مروراً بشارع جمال باتجاه مدرسة الشعب وصولاً لساحة الحرية.. فمن خلال تلك التظاهرات والحشود الغفيرة من قبل الشعب اليمني في كل محافظات أدركت أننا في بداية ثورة جديدة وعهد جديد نتجه نحو طريق صحيح ونحو ميلاد يمن جديد..
إن 11 فبراير يعتبر يوماً عظيماً من خلال مشاهدتنا لما تم فعله من نهض جديد وبناء مرحلة جديدة في تاريخ اليمنيين الذين كانوا في وقت سابق في طريق مسدود وتاريخ اسود الذي كان شعبنا يعاني من الويلات في عهد طغاة قد زُرعت في قلوبهم الحقد والكراهية والعدوان..
إن 11 فبراير يعتبر يوماً نقلب فيه صفحات الماضي وننظر إلى صفحات جديدة وميلاد جديد، نتذكر فيه اندلاع الثورة ورحيل أحد رؤوس الثعابين من على رأس السلطة والذي كنا نخشى أن يحولنا هذا النظام المستعمر إلى حالة من الاحتقان ومربع العنف وفتح باب النزاع والتعصب ولكن كنا رابحين في ثورتنا الشبابية السلمية ولا ننسى حقيقة من كان له دور كبير فيها كعلي محسن في انضمامه للثورة ودعم حميد الأحمر وتنظيم القيادة الحزبية الذي البعض من الشباب اتخذوا انضمامهم مصلحة، لكنهم متناسين وغير مدركين أننا في مرحلة حرجة والعالم كله ساند ووقف بجانبنا ولا نظرنا إليهم مع أن مصالحهم فوق الجميع..
إن 11 فبراير يؤكد لنا كأحرار نريد التغيير وشاركنا في صنع بناء يمن جديد أن الثورة ما زالت مستمرة حتى تحقيق كافة أهداف الثورة الشبابية السلمية التي انطلقت من أجلها.. فمنذ الآن لم نشاهد تحقيقاً كاملاً من للمطالب الثورية ولم نشاهد خطوات ناجحة من قبل الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني الذين متناسين وغير مدركين أنهم لولا هذا التاريخ العظيم ما كانوا اعتلوا هذه المناصب.. فيمكننا القول كقابلين بالمبادرة الخليجية أننا قد سعينا شوطاً كبيراً في قلع عداد ورأس النظام السابق وخصوصاً حينما يتم انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي يجمع كلا الأطراف والقوى السياسية وهو أحد بنود المبادرة الخليجية والتي ستخرج فيه اليمن من عنق الزجاجة ودائرة العنف وتنتقل إلى عهد مرحلة جديدة ويمن جديد ومستقبل مشرق بإذن الله.
راكان عبدالباسط الجبيحي
11فبراير ميلاد اليمن الجديد!! 1520