;
غالب السميعي
غالب السميعي

ثورة في مواجهة ثقافة التخلف 1671

2013-02-13 15:52:51


ليس هيناً ما حققته الثورة السلمية في اليمن وهي تحتفي بذكراها الثانية وهذا ما يؤكده الواقع بعيداً عن تقولات المشككين في الثورة وانجازاتها من الذين يُكنُّون العداء للثورة والذين ظلوا يرددون أن الثورة سُرقت أو أنها لم تُحقق أهدافها.. إن الناظر إلى الواقع اليمني قبل الثورة السلمية سيدرك مدى خُطورة الأوضاع التي عاشتها اليمن في ظل عهد الرئيس السابق الذي عمل بكل إمكانات الدولة على غرس ثقافة التجهيل والتخلف والفتن وأسس لنظام عائلي استبدادي فردي، وكان قاب قوسين أو أدنى من شرعنة التوريث في البلاد! وبفعل السياسات الخاطئة والمدمرة التي انتهجها ذلك النظام الفردي المتسلط صارت اليمن الأعلى فقراً، والأقل تنمية،والأكثر عشوائية، ولم تظهر المؤسسات الرسمية الفاعلة في البلاد كباقي الدول المستقرة،بل سادت الفوضى في البلاد وظهرت الفتن والحروب وكثرت المشكلات، وسادت الأزمات.. إنها دولة فاشلة بحسب توصيف التقارير الدولية آنذاك وأن من يحكمونها هم عصابة من اللصوص.. في ظل هكذا وضع انطلقت الثورة الشعبية السلمية في اليمن في 11فبراير 2011م لتنتشل وضع البلاد المأساوي وبرغم كل الصعوبات والعوائق والتضحيات، إلا أن الثورة السلمية اليمنية استطاعت أن تخلع حكم الفرد العائلي المستبد، وأسقطت مشروع التوريث إلى الأبد وصدّت ولازالت تصد ثقافة التجهيل والتخلف والاستبداد، بل إن الثورة السلمية أسقطت كل المشاريع الصغيرة سواء أكانت طائفية أو تشطيرية عندما انطلقت تنشد الثورة المدنية القوية المسيجة بسياج العدل والحرية والمجسدة لمبدأ المواطنة المتساوية بعيداً عن أي اعتبار.. إن الثورة السلمية وهي تحقق هذه الأهداف العظيمة في البلاد مازالت بثوارها الأحرار سائرة في مواجهة ثقافة التخلف وثقافة المشاريع الصغيرة التي كانت ولا زالت بمثابة الثورة المضادة وإن تعددت أسماؤها، لكنها تتفق في هدف واحد هو (إسقاط الثورة).
 إن الاحتفاء بالذكرى الثانية للثورة السلمية هو احتفاء تقييم لمسار الثورة، ما هو الايجابي ليُعزز المسار الثوري في قادم الأيام وما هو السلبي كي يُبتعد عنه، إنه احتفاء بيوم وطني متفرد، ومحطة بارزة في تاريخ الشعب اليمني الحر، يوم تتجدد فيه الإرادات الثورية القوية، وتتقوى فيه العزائم الصلبة، وتتأهب فيه الهمم العالية،يوم تتواصل فيه مسيرة الثورة السلمية لتحقيق ما تبقى من أهداف الثورة، ويوم تنطلق فيه حشود الثوار لؤاد كل المشاريع المضرة بالوطن وإزالة كل الظلم والفساد.. إننا ونحن نحتفي بذكرى الثورة السلمية علينا أن لا نأبه لأقاويل المغرضين، ولا لإشاعات الحاقدين، ولا هلوسات المشككين، ولا حقد الحاقدين.. إن 11 فبراير يوم وطني يؤسس لبناء مجتمع مدني بعيداً عن التشظي، ورفضاً للنيل من الوطن من قبل عباد الدولار،وعشاق الحروب، ودعاة الطائفية والتخريب وكل خائني الوطن.. إنه يوم نترحم فيه على كل شهدائنا الأبرار ونتمنى فيه الشفاء لجرحانا الأخيار ونطالب فيه بإخراج كل المعتقلين والمخففين من الثوار.
ومضة :
يا ثورةً سطعتْ شمساَ على وطني
تفديكِ أرواحُنا يا ثورةَ اليمنِ
حُيِّيتِ من ثورةٍ أَحْييتِ أُمّتَنا
أزلتِ عنَّا غُبارَ القهرِ والمحنِ
عهداً سنمضي ولن نرضى بطاغيةٍ
كلا ولا عابثٍ أو عابد الوثنِ
جئْنا جنوداً نُزيلُ الظلمَ يا وطني
لا نرتضيه بصنعاء أو رُبى عدنِ
جئنا مشاعلَ للحياةِ ونورِها..
نرنو إلى دولةٍ ذي طابعٍ مدني !

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد