نعيش في هذه الحياة على وقع أحلام عديدة.. بعضها تتحقق بسهولة، وبعضها لا تتحقق.. والحاصل أن بعض الناس يستعجلون في تحقيق أحلامهم لدرجة يصابون فيها باليأس والإحباط.. وبالتالي يتخلون عنها بسرعة..
وهناك صنف آخر تنطبق عليهم المقولة الرائعة( وما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا).. فهم يحلمون ويطمحون ولكنهم في أماكنهم قاعدون، لم يتحركوا ويعملوا بالأسباب، ولا يعرف مثل هؤلاء أن من جد وجد، ومن زرع حصد..
والملاحظ أن من يعيش الشدائد، ويواجه التحديات، يمتلك قوة وعزيمة لا تضاهيان.. فالشدائد والأزمات وقودٌ يستخدمه الناجحون كي يصلوا إلى أهدافهم وأحلامهم..
والأنبياء رضوان الله عليهم أجمعين لم يكونوا بمعزل عن المصائب والشدائد، فكم من شدة ألمت بهم، وكم من مصيبة حلت بهم، ولكنهم واجهوها وتغلبوا عليها بعزيمة وإرادة..
والواقع أن البعض- رغم المواهب والقدرات التي وهبها الله إياهم- إلا أنهم لا يستثمرونها الاستثمار الجيد.. حيث تمر السنون ولم يطرأ على حياتهم أي تغيير، ولم يتقدموا إلى الأمام قيد أنملة، والسبب يعود إلى تخوفهم من الوقوع في الفشل، أو مواجهة الصعاب والتحديات، ونقد الآخرين لهم..
والفشل شيء طبيعي.. قد يقع الإنسان فيه، فإذا فشل مرة أو مرتين أو خمس فهذا لا يعني أن الفشل بات ملازمه، فقد يحالفه الحظ في مرات أخرى.. إذا ما واصل المشوار، وتغلب على الصعاب، وتمرد على الواقع.. وعرف أن الحياة تحدٍ، وأن طريق المستقبل ليس مفروشاً بالسجاد والحرير، بل مليء بالأشواك والحجارة، والذكي من جد واجتهد، وتغلب على الصعاب، وواجه التحديات بحزم وعزم.. وحتماً سيصل إلى مبتغاه..
إن الأحلام لا تموت أبداً، ولكن هممنا، وعزائمنا، هي من تموت.. لذا وحتى تتحقق أحلامنا يجب أن نزمنها بزمن محدد، وأن نسلك كل الطرق والسبل الموصلة إليها، وأن تكون هذه الأحلام قابلة للتحقيق.. وفق الإمكانيات والمواهب، والقدرات المتاحة.
وأن لا نجعل الخوف من الفشل عائقاً أمام إحرازنا أي تقدم للأمام، بل نجعله دافعاً يحفزنا على الوصول إلى أهدافنا وأحلامنا.
موسى العيزقي
الحياة تحدٍ!! 1692