من الله علي بزيارة سوريا الثورة وقد كان في مخيلتي صورة زرعها الإعلام ولكني رأيت ما لم ينقله الإعلام، رأيت سوريا بلاد الشجرة المباركة(الزيتون) والدعوة المباركة(اللهم بارك لشامنا ويمننا) قد أحالها الأسد بعصابته إلى ركام محترق، فأشجارها محروقة وبيوتها مدمرة ومزارعها مصرمة ونساؤها مرملة، تحكي قصصاً مروعة وأعمالاً موحشة لا تمت إلى الأخلاق والإنسانية بصلة.. كل هذه اللوحة المفزعة رسمتها صواريخ ومتفجرات بيد حقد طائفي مقيت وخذلان إسلامي وعربي وتآمر غربي، في هذه اللوحة ماتت القيم التي تحملها الإنسانية بجميع طوائفها وشعوبها.. سبق لي أن زرت غزة، لم أرى ما رأيته في سوريا، حتى التبرعات التي جمعتها بعض الدول لم تصل إلى الثوار، حرموا من لقمة العيش ومن الرصاصة التي يدافعون بها عن أنفسهم إلا ما كسبوه من النظام غنائم..
الغرب لا يريد أن ينتصروا، بل ومن سيسعى لنصرتهم فهو إرهابي، الغرب يريد سوريا مدمرة لتأمين إسرائيل وهذا تفكير أحمق، الشعب السوري عندما يجد انه قد خسر كل شيء لن يخاف من أي شيء.. الغرب يجد في نظام الأسد أماناً لإسرائيل وهذا ما صرح به "نتن ياهو "قبل أسابيع بأن السلاح الكيمائي مازال بإيادٍ آمنة، أي بيد النظام الذي منحه الأمان خلال الفترة الماضية.. إذا لا أمان لليهود مع انتصار الثوار.. ورأيت حسينيات شيدتها إيران في قرى ومدن ليس فيها شيعة، إنما بنتها لتشيع السنة وقد قطعت مشواراً ولكن الثورة أفشلت هذا المشروع الصفوي، ما جعل إيران تقف بقوتها إلى المساهمة في ذلك الإجرام ولكن رأيت في المقابل عزيمة وإصرار عزيمة رجال لا ترهبهم قوة ولا يثبطهم خذلان "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".. رأيت إقبالاً على الله من مجاميع كثيرة من الشعب السوري الذي قد شم نسيم الحرية وطلق فترة الحرمان، رأيت "الله أكبر"تدوي في مدن وقرى بلاد الشام، رأيت العلامة البارزة بأن الطاغية يستطيع أن يدمر لكنه إلى زوال.
أخيراً أقول لأمة الإسلام: من خذلهم سيخذله الله، فالبدار البدار لنصرتهم، فلهم علينا حق سنسأل عنه يوم القيامة.
محمد بن ناصر الحزمي
سوريا كما رأيتها 1716