لماذا قامت شعوب العالم العربي فقط بالانتفاضة ضد الحكام؟! سؤال يطرح نفسه بقوة ألا وهو هل قامت شعوب العالم العربي بالانتفاضة ضد الحكام تلقائياً من دون دافع أم بسبب ما كانت تعانيه من الظلم والاضطهاد من قبل الحكام أو بدعم خارجي أو داخلي؟، السؤال هو ما هي المصلحة من تخريب الأوطان لصالح المواطن أم لأجل التغيير أو دولة أجنبية لا تريد للعالم العربي أن يستقر ولكن حتى الآن لم نرى في دول الربيع العربي أي تغيير بعد الثورات ولا ندري ما الذي يعيق تقدم هذه الدول؟، نحن نعرف وأنتم أيها القراء تعرفون أن عملية التغيير هي عملية انتقال جذري وحقيقي لأفراد أو فرد ما فشل فشلاً ذريعاً في العمل أو المهمة الموكلة إليه، أي أنه تغيير من الأسوأ إلى الأحسن وليس العكس كما نرى اليوم عندنا في اليمن ولا ندري من المسؤول عن هذا الوضع وخصوصاً أننا في زمن الثورات ولا مكان فيه للمجاملات والمحاصصات على حساب الكفاءات المتوفرة لدينا، في اليمن على سبيل المثال عندما يتم استيراد بضائع فاسدة يتم استبدالها بالصالحة لأجل المواطن ولكن مع الأسف حتى هذه اللحظة لم ير الإنسان العربي أي مسار لعجلة التغيير وأنتم ترون ماذا يحصل في تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن ولم تتقدم الدول العربية بعد الثورات تغيراً ملموساً، بل عادت عجلة التاريخ إلى الوراء وتم تقسيم الشعوب العربية لعدة أقسام، لأن الدول الغربية لا تريد للعالم العربي أن يستقر وتريده أن يعيش دوماً في دوامة لكي تأخذ من خيرات الأرض العربية وتترك العالم العربي في انقسامات مذهبية وتنصيب أفراد مستبدين تابعين لهم ليحكموا هذه البلاد وينكلون بأهلها أشد التنكيل ولا يسمحون بقيام عملية بناء وتنمية حقيقيين، لأن هذا طبعاً سيكون ضد مبادئهم ومصالحهم الضيقة المتعفنة ولا يسمحون لقطار الإصلاح والتنمية أن يمضي قدماً، ومع الأسف يخرج لنا بين الحين والآخر من يسمي نفسه معارض، يريد أن يكون في الحكم وأن يقتسم الكعكة وكان مفسداً ومخرباً ومعارض آخر من بقايا الحكم السابق والذين قامت الثورة ضدهم أصلاً ويريدون أن يعودوا إلى السلطة من بوابة الثورة.. وخرجت ثورات داخل ثورات ولا نعرف النهاية والسؤال هو هل النهاية ستكون لصالح الوطن والمواطن العربي أم سندفع الثمن مثل الشعب السوري المشرد من وطنه والذين لا يجدون مأوى لهم في الدول المجاورة؟ ولكن مع الأسف الأمر محير ومربك فعلاً وإلى الآن لم يكتمل الربيع العربي الذي كنا نأمل فيه وذهب الاستعمار البغيض وأتى من هو أشد منه طغياناً وجبروتاً في الحكم ونهب خيرات البلد ويتم استثمار الأموال والثروات في دول أجنبية من قبل الحكام الطغاة باسم الشعب وتكون شعوب العالم العربي بين خيارين أحلاهما مر وهو إمّا القبول والاستسلام للأمر الواقع وهذا يعني الموت البطيء مرضاً وجوعاً، وإمّا الثورة والانتفاضة ضد هؤلاء الحكام الطغاة وهذا يعني أيضاً الموت السريع قتلاً أو حرقاً أو تشريداً وغيرها من وسائل البطش والقهر والتي يجيدها هؤلاء المستبدون خير إجادة، بل ويتفننون فيها!.. سيدنا نوح عليه السلام كان يتعمر من ألف سنة وأكثر ونحن نتعمر ثمانين سنة أو أقل، ما هي إلا قطرة ماء في دلو، ورغم هذا العمر القصير نستبد ونضطهد بعضنا بعضا ونغترّ ونتباهى بأنفسنا ونرتكب في هذه السبعين سنة كل ما لا يخطر ببال من الموبقات والشرور، فما بالك لو كنا نتعمر ألف سنة كيف سيكون الطغيان والظلم من قبل هؤلاء الحكام العرب؟!.. نعوذ بكلمات الله التامّات من شر ما خلق..
أحمد الدادوح السعيدي
ماذا بعد الربيع العربي؟ 1639