تغزو قنواتنا الفضائية هذه الأيام عشرات المسلسلات الدرامية ( المدبلجة).. والتي لاقت رواجاً وإقبال كبير بين فئات مجتمع المشاهدين.. والمؤسف أن أغلب القنوات العربية قد حادت عن مهامها الأساسية المناطة بها.. والمتمثلة في ( التوعية، والتثقيف، وتبني القضايا والمشاكل الضرورية)، وتحولت إلى أداة من أدوات مسخ المشاهد العربي، وطمس هويته الوطنية، وإفساد معتقداته الدينية.. من خلال ما تنشره من برامج ومسلسلات وأفلام هابطة.. يتم إنتاج بعضها داخل الدول العربية، وبعضها تستورد من دول مجاورة .. رأت في ساحتنا الإعلامية أرضية خصبة ومناسبة لتصدير أفكارها الدخيلة.
والحاصل أن غلب المسلسلات تروج للجنس وتشجع على الفوضى والانحراف الأخلاقي المريع.. وكلنا يعرف الزوبعة الكبيرة، والمشاكل الجسيمة التي خلفتها تلك المسلسلات في بداية ظهورها، والتي وصلت إلى حد القتل والطلاق في بعض الدول العربية، لاسيما الدول الخليجية.
لقد تحول إعلامنا الفضائي من عامل بناء إلى وسيلة هدم.. خصوصاً في الآونة الأخيرة، حيث كنا نشاهد بعض المسلسلات والبرامج الهادفة في السنوات الماضية.. والتي تحاكي واقعنا العربي المعاش، وتنمي فينا الكثير من القيم والعادات الحميدة.
إن على إعلامنا اليوم أن يقوم بدوره الأساسي كإعلام توعوي تثقيفي تنويري.. يوعي الناس ويفتح مداركهم، ويهتم بقضاياهم ومشاكلهم الحقيقية، لا أن يتحول إلى إعلام ماسخ يمسخ الناس، ويشجعهم على الفساد والانحطاط الأخلاقي المقيت.
موسى العيزقي
الانحطاط في إعلامنا الفضائي! 1195