منذ أن تنحى الرئيس السابق، أو ( الزعيم) كما يحلو لأنصاره وصفه، و(المخلوع) كما يحب معارضوه نعته.. منذ تخليه عن السلطة العام (2011) وهناك من يدفع به إلى الواجهة الإعلامية والسياسية.. عبر بوابة ( المؤتمر الشعبي العام) الذي أسسه العام (1984م) ولا زال يقوده حتى اللحظة..
ما لم يدركه صالح وأنصاره إلى الآن هو أنه أجُبر على ترك منصبه تحت ضغط الشارع، وأصبح وحكمه جزءاً من الماضي اليمني بكل أفراحه وأتراحه..
صحيح قدم تنازلاً كبيراً عندما ترك منصبه بشكل سلمي.. ولم يركب عقله كنظيره (القذافي) مثلاً، أو (لأسد) حالياً، وهذا ما يُحسب لصالح، لكن ما يُحسب عليه هو إصراره على إحراق ما تبقى من شعبيته التي اكتسبها بفضل تربعه على كرسي الرئاسة قرابة (34) عاماً.. تصدر خلالها المشهد السياسي، وأجاد فن دغدغة عواطف الناس، والعزف على سيمفونية مشاعرهم وأحاسيسهم.. ونحن كما تعرفون شعب عاطفي جداً نتأثر بالكلمة، ونغير أرائنا وقناعاتنا بسهولة فائقة.. حتى أن أحدهم علق ساخراً: لو جاء الرئيس الصومالي إلى اليمن وطلع علينا بكم كلمة، وأعلن ترشيح نفسه لرشحناه رئيساً لليمن..
ما نريده من صالح هو أن يكون صالحاً كاسمه، وأن يساعد على إصلاح ما أفسدته سياساته طيلة فترة حكمه، لا أن يظل (مطية) بيد المحيطين به، يستخدمونه من أجل الحصول على مزيد من المكاسب الشخصية.. فقد حان الوقت لصالح كي يختم ما تبقى من عمره بشكل لائق على الأقل.. فالرجل قد بلغ من الكبر عتيا، وحان الوقت كي يخلد للراحة والاستجمام، ويقضي ما تبقى من عمره بعيداً عن ضجيج السياسة المفرغ.
موسى العيزقي
صالح الذي لا نُريد.. 1355