بحمد الله تسير اليمن بخطى حثيثة وإن كانت بطيئة نحو العبور للمستقبل الواعد الذي نادى به وخرج من أجله شباب الثورة وقدموا أرواحهم رخيصة لذلك، ويوماً بعد يوم تنجو اليمن من مربع سيء يراد لها أن تكون فيه، خصوصاً من أصحاب المشاريع الشخصية والأنانية والمذهبية المقيتة وممن تضرروا ولازالوا من عملية التغيير، وعلى كل القوى السياسية والشبابية أن تتكاتف جهودها لتحقيق التغيير المنشود والإيجابي وأهداف الثورة الشبابية، خصوصاً وأن الإقليم والعالم كله يدعم وبقوة الانتقال السلمي للسلطة تحقيقاً لرغبات شباب الثورة الذين أجبروا العالم على تحقيق أحلامهم خصوصاً وأن موقع اليمن الإستراتيجي لا يسمح بالانزلاق نحو العنف والاحتراب الداخلي، لذا جاءت رسالة المجتمع الدولي واضحة للجميع منذ 24سبتمبر 2011م حينما أصدر القرار رقم "2014"وألحقه فيما بعد بالقرار "2051" وكذا زيارة الأمين العام للأمم المتحدة قبل أشهر وحالياً؛ تشكل زيارة مجلس الأمن الدولي رسالة دفع سياسي كبرى وواضحة لاشك ولا ريب فيها وعلى من يحاولون عرقلة المبادرة الخليجية في مرحلتها الثانية أن يدركوا فحوى رسالة مجلس الأمن ولقد كانت كلمة السيد جمال بن عمر الكلمة الفصل والرسالة الأقوى لصالح وعائلته ومن يقفون معهم ممن لا يرغبون بالانتقال باليمن إلى يمن خال من الاستبداد والفساد والاستئثار بالسلطة وكان أكثر وضوحاً حينما أعلن بأن قواعد اللعبة قد تغيرت وبأن شباب الساحات(الثورة) قدموا لأجل ذلك الكثير ويا ليت شعري ماذا يريد معيقو التغيير من رسالة بعد رسالته الواضحة حينما قال (على جميع الواهمين أن يحسموا أمرهم ويختاروا بين البقاء سجناء الماضي أو المشاركة في صنع المستقبل، فهذا ليس زمن العرقلة أو التنصل من الإلتزامات وعلى الجميع الإدراك بأن عجلة التغيير انطلقت ولن تعود إلى الوراء بإرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي) ولي أن أضع ألف خط تحت إرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي، فعلى الجميع أن يستوعب ذلك كون ثورتنا الشعبية هي صاحبة الإرادة والكلمة العليا وما على الواهمين إلا استيعاب الاستجابة الدولية لهذه الإرادة الشعبية التي قهرت الاستبداد والفساد وأعلت صوت الحرية ورفعت من قيمة الشعب بعد أن صور بأنه شعب متخلف وهمجي وقبلي وأصحاب اختطافات وثأر لا ينتهي.
المجتمع الدولي برسالته الواضحة وأظنها الأخيرة لمن يقفوا أمام تحقيق أهداف الثورة لن يكونوا بمنأى من العقوبات الدولية التي ستفتح باباً إلى أموالهم وأرواحهم ولطالما كان في نفس الثوار شيء منها، لكنهم آثروا الوطن على الأموال التي هي حق شرعي للشعب وتنازلت قواه السياسية عن القصاص مقابل حقن مزيد من الدماء، لكن المعنيين بالأمر تسوقهم الأقدار إلى حيث لا يشعرون.
محمود الحمزي
بإرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي يتحقق التغيير 1596