وطننا يعيش مثخناً بجراح ينزف دماً يتوجع ألماً، فقد أصابته سهام التسلط والإقصاء والفساد والتبعية والتسلط والمذهبية ومن قبلها التشطير والشمولية.. جريح ينزف هذا الوطن وعلى أناته يرقص اليوم بقايا التسلط العائلي وتثخن جراحة دعاة الانفصال وتمنع تطبيبه رعاع المذهبية وتشمت به المصالح الفاسدة وتجار القتل والمخدرات.
وقف أطباء الوطن ينظفون قيحه (حرمان وظلم وفقر وضياع) واستنفروا الجراحين لخياط جراحة لكنها كثيرة غائرة(فقر بطالة تشظي تخريب مذهبية عمالة فساد ...الخ) كلما خاطوا جرحاً بقي أخر مفتوحاً هناك من سرق الخيوط وهناك من يتآمر على الجراح وهناك من يعبث بالدواء لكي يبقى الوطن جريحاً ويبقى الطبيب عاجزاً (الثورة والوفاق) ويبقى الراقصون على ألمه منتشين سكارى الأنا وأسيري هوى الشهرة والشهوة تطربهم أصوات من فارس وإشعار من الخليج، لكنها متعة إلى حين فما كل جريح يموت ومهما كان الراقص ماهراً حتما سينهار وتبقى الأقدار تفعل ما تشاء وتقتضي حكمة الإله أن لكل ظالم نهاية ومن حفر وقع ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وتلك الأيام تقول "إنا دول يوم بيوم، فاصبر أيها الوطن واصبر أيها الطبيب إن الفرج قريب".
الوطن يكرم أبنائه
مطالبين اليوم أكثر من أي وقت سبق بأن نقول للمحسن أحسنت وألا نساويه بمن أساء وهي مسؤولية شعبية وحكومية على حد السواء، فليس من المعقول بأن يصبح الفاشلون والباحثون على المصالح وأصحاب المشاريع الضيقة ومن كان سبب في انتكاستنا يوماً صاحب جماهير وأتباع وأرقام ويراد له أن يشارك في رسم المستقبل الذي لا يراه أصلاً إلا من منظوره الخاطئ فهنا نكون قد كرمنا من لا يستحق التكريم وينطبق على بعض القيادات المهووسة بالسلطة وتريد تدمير الوطن لكي يبقى مشروعه.
ومن غير المعقول كذلك من الجانب الحكومي أن يترك جرحى ومصابي الثورة يتسولون العلاج أو يعانون الكفاف والإعاقة وهم قدموا الغالي والنفيس من أجل الوطن وكذلك شهداء الثورة والحراك السلمي الأجدر أن تكون الدولة قد عالت أسرهم وأشعرتهم بحنانها قبل كل شيء وهو ما نتمنى ألا تمر المرحلة الانتقالية إلا وقد أنهينا هذا الملف وألا نترك للمزايدين الباحثين عن الشهرة بمعانات غيرهم.
كما أنه من غير المعقول اليوم أن نساوي بين من أنضم للثورة ودافع عن المدنيين والمتظاهرين من أبناء القوات المسلحة وبين من شارك في إخافة الناس وقتلهم والتنكيل بهم سواء على مستوى القيادات أو الأفراد وأعجبني تكتل النهضة بمدينة إب قيامه الخميس بمبادرة تكريم 250 من الضباط والجنود المنضمين لثورة الشعب من أبناء المدينة رغم بساطة التكريم، لكنها جزء من العرفان بالجميل
الوطن الذي نريده.
نحن شعب عريق وصاحب سلوك حضاري ومشهود له بالحكمة والعقلانية ولا أشك يوماً أننا سنخرج من محتنا ولكننا اليوم و نحن على أعتاب مرحلة جديدة وحاسمةه في تأريخنا من حقنا أن نحلم بوطن لا يشعر أحد فيه بأنه مغبون ولا يتعالى فيه فئة أو منطقة أو مذهب أو أسرة أو منصب .. الخ
ويجب أن يصبح للمجتهد نصيبو للمخطئ قانون يعاقبه وان تعاد المظالم ويعوض المتضرر بعيد عن المحسوبية وأن نخرج من الحوار الوطني بميثاق اجتماعي يشارك الجميع بصياغته والانصياع له وتصبح الثروة والسلطة ملكاً للجميع وان نتحاكم لرأي اليمنيين في كل خلاف داهم وننزل عند إرادتهم بعيداً عن احتكار الحقيقة والصواب وتخوين الآخرين أو احتقارهم مهما كان حجمهم.
فؤاد الفقيه
جراح وطن... 2094