;
2013-01-30 14:58:34


أرى البشائر تترى في نواحيها.. من بعد يأسٍ طغى من فعل طاغيها
المولد النبوي!!
في البداية أعتذر لقرائي الكرام لانقطاعي عن الكتابة في العددين السابقين لأسباب لا حاجة لذكرها هنا..
وأكرر القول إني معجب بـ"أخبار اليوم" لأسباب لا حاجة لذكرها أيضاً، ربما تأتي مناسبة لذكرها..
ولنعد إلى موضوعنا الذي بين أيدينا، لست هنا بصدد مناقشة الموضوع "الاحتفال بالمولد النبوي" أهو سنة أو بدعة، وإنما سأقف معه ـ حادث المولد ـ أهو حدث هام كان له ما بعده ـ أهو بشرى كانت للعرب والعالم، ثم الإشارة إلى أنواع المحتفلين من المسلمين بهذه المناسبة.
أ‌.   أهو حدث هام؟
المختلفون حول الإجابة عن هذا السؤال يختلفون بحسب فهم كلٍ لحياة الرسول الأكرم، صلى الله عليه وسلم، قبل الرسالة وبعد الرسالة، فهو قبل الرسالة عند فريق ما كان شيئاً قبل النبوة والرسالة، وإنما كان ضالاً كغيره من قريش ((ووجدك ضالاً فهدى)) ((ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان))، ويقف هذا الفريق عند ظاهر هاتين الآيتين ولا يفرقون بين ضلال وضلال ولا ينظرون إلى القيم والخصائص التي كان عليها رسول الله قبل البعثة، وإلى قوله تعالى "الله أعلم حيث يجعل رسالته" وإلى قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم"، فإنها تزكي خلقه وما يحمله من خصائص قبل النبوة وبعدها.. فهذا الفريق لا يرى للرسول مزية على غيره قبل الرسالة، مع أن قريشاً التي كفرت به بعد الرسالة كانت تسميه قبلها "الصادق الأمين" وحكموه وائتمنوه على وضع الحجر الأسود في مكانه حينما اختلفوا وكادوا يقتتلون على وضعه في مكانه ولمن يكون الشرف في ذلك.. وهذا الفريق بهذا الفهم يرى أن مولده أيضاً كان كغيره، فليس فيه ما يلفت الأنظار أو يجعل له أي اعتبار، لذلك فلا شيء يستحق الاحتفاء والاحتفال، إضافة إلى أنه وأصحابه لم يحتلفوا بهذه المناسبة.
الفريق الثاني من المختلفين لهم نظرة أخرى، ينظرون إلى مولده، صلى الله عليه وسلم، على أنه كان إرهاصاً، وإيذاناً بميلاد عهد جديد للعرب خاصة، والعالمين عامة، وينظرون إليه على أنه كان ميلاداً لانتقال الرسالة إلى ذرية إسماعيل بن إبراهيم بعد أن ظلت زمناً طويلاً في ذرية إسحاق بن إبراهيم، حتى إذا أسرف بنو إسرائيل في إيذاء أنبيائهم، وقتل آخرين آذن الله أن تنقل منهم وتكون خاتمة الرسالات في غيرهم، فكان ميلاد محمد بن عبدالله إيذاناً بذلك، استجابة لدعوة إبراهيم وبشرى عيسى، ومصداقاً لرؤيا أُمه.. وما حدث من أمور قبل مولده، وأثناء الحمل به وأثناء طفولته وشبابه، أمور لفتت الأنظار إليه، بعض هذه الأمور كان واضحاً معروفاً للناس وبعضها لم يعرف إلا فيما بعد أنه كان تهيئة وإرهاصاً لرسالة الرحمة المهداة من الله..
استنتج هذا الفريق أن ميلاد محمد بن عبدالله كان حدثاً هاماً، بل عظيماً كان له ما بعده من التغيير الشامل بل الكامل لحالة العرب الذين كانوا في ضلال مبين، فالاحتفال بهذه المناسبة احتفاء بما آذن به الله من تغيير للأنفس والمجتمعات والدول.
ب ـ هل كان مولده بشرى للناس؟
نأخذ الإجابة منه، صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أُمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين" رواه أحمد في مسنده..
مقولته ـ صلى الله عليه وآله وسلم: "دعوة أبي إبراهيم" إشارة إلى قوله تعالى على لسان إبراهيم: ((ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)) البقرة 129..
وقوله صلى الله عليه: "وبشارة عيسى بي" إشارة إلى قول الله عز وجل على لسان عيسى: "إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" سورة الصف..
أما رؤيا أُمه فإنها رأت في منامها أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وتوجه النور إلى الشام فيه معنى هام وخصوصية للشام بأنها ستظل موئلاً للإسلام إلى ما شاء الله، ومنها ينزل عيسى بن مريم آخر الزمان يحكم بالإسلام، وفيها المعركة الفاصلة بين الكفر والإيمان، ينتصر فيها الحق ويعلو كما أخبرنا بذلك المصطفى الذي لا ينطق عند الهوى..
وبشريات جاءت قبل بعثته تشير بأن أمراً عظيماً قادم.. جاء الملك إليه وهو طفل صغير، فشق صدره عند باب الكعبة واستخرج من قلبه علقة سوداء، فسر بأنه نزع منه ما يمكن أن يحمل الغل والحسد حتى رجع إلى أهله مفتقعاً لونه، خائفاً، فأخبرهم بما رأى وبما كان..
وحادثة بناء الكعبة، وكانت قد هدمت وهجرت، وحادثة الفيل الذي ولد الرسول، صلى الله عليه وسلم، في عامه، عام أظهر الله عز وجل حمايته فيه لبيته العتيق، واهتزاز إيوان كسرى في المدائن شرقي العراق وتشققه، وغور ماء بحيرة ساوى في فارس بين طهران وقم، وحرب الفجار، وحلف الفضول الذي انعقد لنصرة المظلومين وحضره الرسول قبل البعثة وأثنى عليه، وعلى أقطابه، وكماله، وجماله، وسلوكه، وصدقه وأمانته.. كلها تدل على أن الله يهيئه لشيء عظيم..
فلا شك أن مولده كان بشرى عظيمة إذا تذكرها المسلمون، وعقدوا فيها المؤتمرات لتدارس أوضاعهم مهتدين بهديه، مسترشدين بسيرته، وما تركه لنا من كتاب وحكمة، فلا شيء في ذلك، بل نحن في أشد الحاجة إلى ذلك ورضي الله عن علامة الأمة، وإمام عصره الدكتور/ يوسف القرضاوي الذي خطب خطبة الجمعة الماضية حول هذه المناسبة في الأزهر واستخلص الدروس والعبر ونصح الأمة نصائح جمة.. ولا تجاوز ولا شك أن المحتفلين بهذه المناسبة في العالم يحبون الرسول، لكن بعضهم يجعلها مناسبة للاستغلال السياسي والمالي والدعائي ويمارس أنواع البدع والكذب والخداع، فهؤلاء بعيدون عن الرسول وسنته وسيرته، تكذب أفعالهم أقوالهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد