أهل اليمن جميعهم يستعدون للجلوس على طاولة الحوار الوطني ومع وجود آهات وآلام وتغيرات في وجهات النظر القريبة والبعيدة.والجميع لديهم تباينات وطموحات ومشاريع كانت سياسة أو سيادية أو فكرية، فالجميع لهم حقوق وعليهم واجبات لما فيه مصلحة الوطن والمواطن وهذا شيء أكيد وإجباري.
وعبر التاريخ فاليمنيون مهما اختلفوا ومهما تعالت الأصوات والاختلافات في وجهات النظر والركض نحو السيطرة وبسط النفوذ.ومهما غيمت السحب ومهما صاحبها من رعود إعلامية وحروب نفسية، في النهاية نتفق ونخرج بمعالم تهدف إلى تحكيم العقل والمنطق.وإسقاط كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي تهدف إلى تمزيق اليمن وإشعال فتيل الحرب الأهلية والطائفية وتبرير احتلال الأجنبي لتراب ومياه اليمن من خلال الدعم والمساعدات أو بأساليب أخرى..
فهذه الاضطرابات لم تكن وليدة اليوم ولا الأمس وإنما هكذا سطر التاريخ لأهل اليمن عبر العصور أنهم أهل رجاحة وحكمة وأهل فتوحات وحضارة،فالبعض .. يترقبون الأسوأ وانهيار اليمن حكومة وشعباً..وهذا ليس صحيحاً..وأنا أذكركم بكلامي هذا ..إننا شعب نمتلك حكمة ونمتلك رجاحة لم يحظ بها أي بلد في العالم..ثقوا أن أهل اليمن في الشمال أو في الجنوب، في الشرق أو في الغرب سوف يخيبون وسوف يحرجون كل توقعات الإعلام وكل تحاليل وكل تقارير العالم والمنظمات والدول الداعمة والدول الناقمة..
فأقول لكل الإعلاميين ولكل المنظمات ولكل الأحزاب والجماعات: حان الوقت لاستعادة كرامتنا وحان الوقت للم شملنا وحان الوقت أن نجتمع ونتحاور ونصحح ونبني ونتعاون ونقول كلمة الحق وأن نتذكر إننا مسلمون وأننا أهل تاريخ وأهل حضارة وأهل رسالة، فمؤتمر الحوار مائدة وآية من آيات الله.. أن نتشاور وان نتحاور وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.. وأقول لكل من يقاطع الحوار: عار عـار عليك أن تتهرب وعار عليك أن تتنصل أو تتخوف من المجهول، فكل من يحمل هم شعبه وحزبه وجماعته أياً كانت مطالبه، فالوصول إلى الحوار أكبر دليل على صدق النوايا ووضوح الفكرة والمطلب ..وسيندم كل من لا يشارك في رسم مستقبل اليمن .. لأن الحوار سوف ينجح واليمن سوف تنتصر والشعب سوف يعلو ويتحد وينتصر ..رضينا أم أبينا.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
مؤتمر الحوار الوطني وتجلي الحكمة اليمانية 1628