بالأمس زار مجلس الأمن الذي يترأسه الممثلان الدائمان في مجلس الأمن الدولي لكل من المملكة المتحدة والمغرب وهي أول زيارة لمجلس الأمن الدولي إلى الشرق الأوسط منذ خمس سنوات، وقال الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى مجلس الأمن السيد/مارك ليال جرانت "إن مستقبل اليمن يعتمد على قدرة البلاد في لم شملها، وصنع التقدم الحقيقي في عملية التغيير السياسي ومعالجة التحديات الإنسانية والأمنية المستمرة والخطيرة، وهذا ليس بالعمل السهل، ولكننا مسرورون من تحقق خطوة في هذا الخصوص وبتصريح مؤكد من فخامة الأخ الرئيس هادي بأنه لا بد لمؤتمر الحوار الوطني أن يتقدم إلى الأمام."
ويسرني أن المملكة المتحدة، مع المغرب، كانت قادرة على تحقيق هذه الزيارة الهامة، ويثمن المجلس كثيراً، جهود الاستضافة للرئيس هادي والحكومة اليمنية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن اليمن والسعودية استضافتا اجتماع أصدقاء اليمن الوزاري في نيويورك في 27 سبتمبر 2011 "ويتجه اليمنيون الآن من جميع الأطياف من أجل حوار وطني ينبض بالحياة للمساعدة في تشكيل مستقبل بلادهم" وتمثل زيارة مجلس الأمن الى اليمن بوضوح الدعم للرئيس هادي وعملية الحوار الوطني، ولكن ما زال هناك الكثير مما ينبغي القيام به.
لابد من الوفاء بالتعهدات المالية لأصدقاء اليمن للمساعدة في بناء الدولة الحديثة، وكذلك الدعم الإضافي للمناشدة الإنسانية التي نقص دعمها واليمن بأمس الحاجة لها، وعلى الجانب السياسي، لابد من انعقاد الاستفتاء الدستوري قبل الانتخابات العامة في 2014 والمزيد من الهيكلة العسكرية وقانون العدالة الانتقالية فكلها ضرورية، ولابد من محاسبة أولئك المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
ومن الواضح أن خروج العملية الانتقالية عن مسارها ستؤثر على الأمن والسلامة الدوليين، ونتيجة لذلك سيستاء الوضع الإنساني أكثر، ويتدهور الوضع الاقتصادي ويزدهر الإرهاب، وأن سعت عناصر إلى الوقوف في الطريق أو التهديد بإخراج العملية عن مسارها، فقد نص قرار مجلس الأمن رقم 2051 بوضوح على "اتخاذ إجراءات أكبر وفقاً للمادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة."
وقد وضح مجلس الأمن الدولي في زيارته أن المجتمع الدولي لن يسمح للقلة بحجم طموحات غالبية اليمنيين.
ورسالتي المستمرة لليمنيين الذي التقى بهم من جميع أطياف المجتمع أن المملكة المتحدة ملتزمة ومستعدة لدعم اليمنيين في جهودهم لتأمين الاستقرار والازدهار الذي يريدوه ويستحقونه. وسنثبت ذلك الالتزام مرة أخرى في اجتماع أصدقاء اليمن في الاجتماع الوزاري التالي لهم الذي سيعقد في 7مارس القادم في لندن.
 السفير البريطاني بصنعاء