الدولة هي الكيان الرئيسي الممثل لكل فئات الشعب وهى نتاج خياره في الحكم الرشيد ومنطلق السلطات ذات العلاقة العضوية بالمواطن وحقوقه المشروعة المكفولة والضامن الشرعي والقانوني لأمنه واستقراره وبالتالي المُلزمة له في تأدية واجباته الوطنية كما أنها تحمل الصفة القدسية والمهمة السياسية والدستورية في الحفاظ على الوطن ووحدة أراضيه والدفاع عن حريته واستقلاله وسيادته؟.
وفي ظل غياب الدولة نتاج طبيعي أن يكون للفوضى والاختلال الأمني والفراغ السياسي والدستوري حضور فاعل ومؤثر على الواقع ..! وهذا في الحقيقة المُرة والأمر منها هو عدم قول الحقيقة هو واقع الحال ولسان حال المرحلة في غياب سلطة الدولة في وطننا الحبيب اليمن
الحوثي - الذي يحمل مشروعاً طائفياً خارجياً يتصف بالدموية كسلوك يومي في حضوره على الساحة, مستغلاً هذا الغياب المبرر بأبجديات المرحلة وما يرافقها من إرهاصات سياسية واجتماعية على مختلف الصُعد فمن ناحية يقوم بفرض مشروعه الدخيل على مجتمعنا اليمني بوسائل عدة منها الترغيب والترهيب وإستخدام القوة وممارسة القتل الفردي والجماعي في كل منطقة وبات تمدده في هذا الجانب واضحاً وجلياً ومن ناحية أخرى يستغل غياب الدولة في فرض سيطرته المباشرة والغير مباشرة على محافظات الوطن ويفعل فيها مشروعه الطائفي الدموي ويعمل على فصل سلطة الدولة من خلال إخضاع المناطق وتبعيتها لقوانين مشروعه وبهذا يكون قد تحدى الدولة تحدياً صارخاً في التعدي على سيادة الوطن كأمر واقع تمهيداً لقيام مشروعه في العودة بالوطن إلى ما قبل الجمهورية وحكم الأئمة والتبشير بقيام دولة الفقيه المنتظرة بل إنه يعمل في ظل غياب الدولة على دعم المشاريع التجزيئية بمساعدة أسياده في مدينة "قـم".الإيرانية والتي يتخذ منها مقراً لمرجعية مشروعه الطائفي ويستمد من طهران توجيهاته السياسية وما يقوم به في العاصمة السياسية صنعاء من أعمال تخريبية وفوضى وإقلاق للسكينة العامة في إبراز العضلات والاستفزاز بمظاهر القوة على مرأى من الدولة ومسمع من الثورة إلا دليل ضارخ على غياب الدولة واستتار سلطاتها القانونية والدستورية, وليس أدل على غياب الدولة والشاهد على حضور الحوثية الدموية تلك الأعمال الإجرامية التعليمية في محافظة مأرب والتي أودت بحياة الكثير من المواطنين شيوخاً وأطفالا وقتل مواطنين في محافظة ذمار بسبب رفض البعض وضع الشعار الحوثي بمثلثه اللفظي والذي يتنافى مع سياسة الدولة ويتجاوز توجهاتها في مبدأ العلاقات الخارجية, بيمنا الشعار بنفس الوقت يحمل مفهوم كرتوني يسستعطف من خلاله الفئة المهمشة وعياً وتلك المعدمة مادياً وما بينهما ممن فقدوا سلطة الأئمة ويحلمون بالعودة إلى سيدي, غير مدركين النتائج الوخيمة من هذا المشروع على المستوى الاجتماعي والأسري والوطني
الشعارات مقدمة لبسط النفوذ والسيطرة على الوجود الجغرافي وأخشى أن نراه بالغد معلق على بوابة القصر الرئاسي ومبني البرلمان ورئاسة الوزراء.. لم لا والدولة في نوم سياسي معيب وغياب قانوني يُداني الحبيب وهنا نتساءل هل حقاً صار للحوثي دولة مستقلة في شمال الشمال .؟ ودولة داخل الدولة اليمنية التي تعاني من مرض الانتقالية وصداع الفراغ الدستوري؟ ثم هل ستظل الدولة مصابة برُعاش الغياب لتمكن الحوثي من فرض السيطرة على مقاليد الأمور والعبث بحرية المواطن وكرامته والانتقاص من سيادة واستقلال الوطن ؟
والأهم هنا في غياب الدولة هو رؤيتها القاصرة في استنتاج أهداف الحوثية الرافضة سلفاً لمشروع الحوار الوطني والمحاولة الجادة لإفشاله من خلال دعم القوى التفكيكية معنوياً ومادياً وتسليحاً ودعم لوجستي واضح فهل يستمر الوضع وتكون سلطة الدولة فعلاً في مهب شعار الحوثي؟
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
الدولة في مهب شعار الحوثي 2076