أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين وأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقتفى أثره ونسير على نهجه ,قال تعالى {20} "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
وليتم الاقتداء به بصورة صحيحة, لابد من دراسة سيرته دراسة عميقة ومتقنه واستخلاص العظات والعبر منها, فكيف نقتدي بمن نجهل سيرته وتفاصيل حياته في مختلف المجالات لنجسد ذلك واقعاً عملياً في حياتنا بوعي و بصيرة في مختلف المجالات ونذكر بعضاً مما جسده الرسول في حياته على سبيل المثال لا الحصر
فقد بُعث لإخراج الناس من الجهل إلى النور ومن الخرافة والدجل والأوهام إلى العبادة الصحيحة حتى لا يستغل الدين لمصالح خاصة ووسيلة لتضليل الناس, فقد حدث عندما مات إبراهيم أن خسف القمر فقال الناس نتيجة ما لديهم من موروث جاهلي أن القمر خسف بسبب موت ابنه عليه الصلاة والسلام, فعلم ذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - فصعد خطيباً فيهم قائلاً لهم" أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت أحد أو لحياته" ليبني الإسلام على حقائق لا أوهام .
رسخ روح الأخوة وبناء الروح الجماعية وذم العصبية المقيتة وقضى تماماً على الطبقية والسلالية وآخى بين المهاجرين والأنصار بمختلف مكوناتهم الاجتماعية ليقضي بذلك على موروث الجاهلية الوثني التي عمقت الجاهلية والطبقية والسلالية وتحقيق المساواة الكاملة بين الناس في الحقوق والواجبات .
حقق العدل بكل معانيه حتى أنه قال في حديث مشهور "يا فاطمة بنت محمد افعلي ما شئت فلست أغني عنك من الله شيئاً" وقال "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
ضرب نموذجاً رائعاً في الحوار مع الآخر واحترام المواثيق والعهود وقدم نموذجاً في المرونة مع مشركي مكة في صلح الحديبية..
نبذ الطائفية وتعايش مع الآخر المخالف له في الدين والعقيدة والعرق وعمل وثيقة مع مشركي مكة وبعدها مع يهود المدينة ولم ينقض شرطاً واحداً من تلك الوثائق وعمل اتفاق تعايش مشترك ودفاع مشترك مع يهود المدينة والمجاورين لها, ليرسي بذلك معاني الحياة المشتركة رغم الاختلاف في العقائد والأديان .
محمد الجيلاني
في ذكرى مولد نبي البشرية 1284