;
معاذ قاسم عزالدين
معاذ قاسم عزالدين

وفاة خير البرية 1706

2013-01-28 15:40:21


بعد حجة الوداع وبعد أن أنزل الله: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) بكى الصديق وقال إنها نعي رسول الله،
من أرسله الله رحمة للعالمين، النعمة المهداة،خير البرية، وخاتم الأنبياء والمرسلين..
محمد بن عبدالله الصادق المصدوق كانت وفاته فاجعة كبرى وطامة عظمى، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من عظمت عليه مصيبته فليتذكر مصيبته بي)..
كان وفاته في شهر ربيع الأول بعد يومين وعشر منه كما ثبت في التاريخ قطعاً، أما مولده ففي تحديده خلاف.
بهذه الذكرى والمصيبة عاش الصحابة والقرابة أياماً عصيبة، فعاد جيش أسامة وانتفخت أوداج الفاروق عمر واضطرب المسلمون، فمنهم من لم يستطع القيام ومنهم من أنكر موته صلوات الله عليه.
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول : (لما توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ارتدت العرب واشرأبت اليهودية والنصرانية ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية)،
فكان موت خير البرية قاصمة الظهر ومصيبة العمر.
فاللهم نسألك أن تجمعنا برسولك الحبيب في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار.
أما الاحتفال بمولده فسنقول شيئاً عنه لن أتحدث عن أن الصحابة الكرام والقرابة العظّام لم يحتفلوا بمولده وهم أكثر الناس وأشدهم حباً له ومنهم الإمام علي وسيدا شباب الجنة الحسن والحسين وفاطمة الزهراء، ولن أعلق وأفصل كلام الحافظ السخاوي في فتاويه حين قال: (عمل المولد النبوي الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح) ولن أُبَيّن هنا أن النصارى هم أول من احتفلوا بميلاد المسيح، كما لن أُبّين أننا أُمرنا بمخالفتهم، لن أتطرق إلى فتاوى من أفتى ببدعة الاحتفال بالمولد.. لن أقول شيئاً عن كل هذه إنما سأسلط الضوء في السطور التالية عن ما يحصل وما حصل من حوادث والاحتفال بالمولد، فإجبار أغلب المواطنين وأصحاب المحلات الباحثين عن لقمة عيش لهم ولأسرهم وأولادهم، إجبارهم على دفع جبايات تصل إلى خمسة آلاف كمتوسط على أصحاب الدكاكين الصغيرة وذلك لصالح ما يسمونه بـ (ضيوف رسول الله) الذين سيصلون للاستماع لابن رسول الله في محافظة السلام، لشيء مؤسف والحادثة تتكرر عند كل مناسبة واحتفالية يقيمونها،
كما أن إجبار البعض على مد (الشلايل)، وهي القطع القماشية، من منزل لآخر لشيء يستدعي الحسرة والغرابة، أضف إلى ذلك أن الاحتفال أُقيم لغرض سياسي أكثر بكثير من كونه دينياً ولحشد شعبي وجماهيري وتعبئة واستعراض ليس إلا، وأكثر ما يحز في النفس هو ربط ذلك بالدين، فنرى في تقاريرهم تكرار لفظ (خرج المؤمنون) و(احتفل المؤمنون) فمن لم يخرج ولم يحتفل لأي سبب من الأسباب يا ترى في أي خانة سيكون عندهم؟ وهل سيُعطى مفتاح الجنة منهم أم سيُمنع؟!
ليس كذلك فحسب، بل تطورت العبارات الحصرية لنسمع وعبر مكبرات الصوت ولنرى في الإعلانات الملصقة أن من كان في قلبه ذرة إيمان بالله وبرسوله فيجب عليه أن يخرج وأن يحتفل !!، ثم وقبيل الاحتفال نسمع بآذاننا ونرى بأم أعيننا ونحن في كامل قوانا العقلية وندرك ما نسمع وعبر قناة المسيرة أن من لا يحتفل وأن من يقوم بتمزيق ملصقاتهم فهو لا يؤمن بالله ولا يؤمن باليوم الآخر!!، ثم وبعد ذلك يتهمون جماعات ويطلقون عليهم أنهم (جماعات تكفيرية) !!..
سنتناول بقية النقاط في مقالات قادمة بإذن المولى..
عظم الله أجر الأمة الإسلامية في وفاة خير البرية، وجمعنا الله برسوله في مستقر رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون والله المستعان.
 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد