في غابة الطيور زعق الشحرور الأبله :
ابشروا بالخير, واهزجوا بالسرور, ضيف قادم.. رفيع المقام ..
فاستقبلوه بالحفاوة والإكرام..
فهو ما حل هذه الديار من قبل, وفي مقدمه عليكم عز لكم وفخر!
تداعت العصافير لاستجلاء الأمر: ضيف رفيع المقام!! من يكون؟ هل هو الطاووس, لا ليس هو بل ربما النسر الكبير..لا. لا. إنه الصقر الشاهين..أوووه ما علينا.. كائن من يكون فليس لنا في هذه الحفلة حركة ولا سكون!!
والتفت الحمائم الجميلة , وتكومت على بعضها البعض وهي ترمي ببصرها مجاميع من الطيور الجارحة تراقبها من علو..همهمت الحمائم: هل سيزاحمنا الأعشاش , أم سيلتهم الصغار, أم يكسر بيضنا ويحطم منا كل بنان من دون رحمة ولا إنذار ؟؟!
وجاء البوم الحكيم يحلل الموقف :
ضيف رفيع المقام في غابة الطيور!
أمر ينذر بالويل والثبور, وعظائم الأمور..وعاد لصمته.. بعدما علت وجوه الجموع علامات الخوف والذهول!!
الغراب الأبقع زائر غير ممتع ولا مفرح , وبغير استباحة الدار, ومص الدماء ونهش اللحوم لا يرضى, ولا يرجع, ولا يقنع..
يأتي كإعصار أسود, ينشر الرعب والشؤم على ساحات الأوطان الآمنة, ويفرق كل مجتمع, ويقطع أوصال المحبوك ويمزق المرقع..
وطفقت جموع من الغربان الصغيرة في غابة الطيور تردد أهازيج السرور بالمقدم الميمون للغراب الأبقع المأفون..
واقترب أوان مجيئه, تسبقه رائحة الأشلاء العفنة, تنبعث في الوجدان من مجرد ذكر اسمه, وصور الخراب التي عمت ديار الأحباب من عبوره عليها تتقافز في الأذهان..منذ متى كان الغراب الأبقع يحمل السلام لدار الإسلام؟!!
يتسمى بمسمى "الأمن" وهو مصدر القلق والأرق لكل من يمت للعروبة والإسلام بصلة ولكل مستضعف على وجه هذه البسيطة..
فما بال أقوام يهللون لمقدمه على اليمن..
تباً لحفلة الغربان بمقدم الغراب الأبقع, وسلام على اليمن, ولا رحم الله الخائنين..
نبيلة الوليدي
الغراب الأبقع في اليمن 2240