;
علي السورقي – شيفيلد  المملكة المتحدة
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة

التحدي في مواجهة الخطر 2415

2013-01-23 15:36:42


يقف الوطن على أعتاب مرحلة خطيرة يشهد من خلالها حراكاً اجتماعياً وسياسياً غير مسبوق, تديره القوى الداخلية والخارجية معاً ولكل منهما أجندته الخاصة ومشروعه التعبوي في ظل ما يسمى بالمرحلة الانتقالية التوافقية المقيدة بالمبادرة الخليجية التي أفرزتها الثـــورة الشبابية وتركت فراغاً سياسياً ودستورياً استغلته كثير من القوى والتنظيمات المحلية في محاولة لتمرير أجندتها الخاصة على حساب أمن واستقرار وسيادة الوطن وتهديد مشروعه الحضاري الوحدوي.. فالحوثية كفيروس بشري استغل وهن المرحلة وبدأ بنشر فيروسه الطائفي في جسد الوطن وبدا تأثير مرضه الخبيث واضحاً في أغلب المحافظات, مدعوماً بأجندة إيرانية تعمل بوضح النهار تدخلاً في الشؤون الداخلية لليمن لتمرير مشروعها السياسي في تمزيق اليمن وإعادة النظام الملكي بمفهوم ولاية الفقيه ومرجعية قُــم.. بهدف التوسع في المنطقة وتصفية الحسابات السياسية مع دول الإقليم النفطي وصولاً إلى النموذج اللبناني وتوأمة الحوثية بحزب الله..
فيما الجانب الآخر ممثلاً ببعض القوى الداخلية يحاول التصدي لهذا المشروع, ليس حُباً بالوطن وإنما نكاية بالآخر من أجل البقاء والمصلحة الشخصية والحزبية وخدمة لأجندة المشروع المضاد للتوسع الإيراني الطائفي والسياسي ومحاولة تفكيك التحالف الجديد بين أعداء الأمس وأصدقاء اليوم ممثلاً بالحوثية والنظام السابق, هذا التحالف المتناقض والذي بات بمفهوم الطرف الآخر يهدد وجوده ويقض مساره في الوصول الكامل إلى السلطة والإنفراد بمؤسساتها الدستورية الثلاث وأهمها السلطة الرابعة..
وفي ظل هذا الصراع السياسي والاجتماعي المركزي وإدارته من العاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية استغلت بعض قوى المعارضة المُقصاة عن الشراكة الوحدوية والمنفية عنها في صيف 49م, هذا الفراغ السياسي وغياب الدولة في المحافظات الجنوبية وعملت على تغذية مفهوم الكراهية رغبة في الانتقام من الماضي ومكره السياسي وإعادة الاعتبار للذات الشخصي, فلن تجد سبيلاً لها إلا التخندق مع المشروع الخارجي والانبطاح في أحضانه لتلبية مشاريعها التفكيكية بأجندة التكتيك الخارجي ودعمه اللوجستي المباشر المضاد لمشروع أطراف المبادرة الخليجية المحلية والإقليمية والدولية.. إذ كلا المشروعين يقفان في وجه الوطن وينخران في جسده الوحدوي ويحاولان عبثاً تمزيقه بكل الوسائل المتاحة الممكنة, مستغلين في نفس الوقت الصراع السياسي المفتعل والأيدلوجي المشروع بين القوى المحلية التقليدية النافذة من جهة وقوى التحديث والتغيير الثوري ذات التوجه المدني المعاصر والسلوك الحضاري الديمقراطي من جهة أخرى.. وما يرافق هذا الصراع من إرهاصات تعيق مسار المرحلة وتعمل على تعثرها بين تضاريس الواقع المؤلم في تغليب المصالح الآنية الذاتية والحزبية الأنانية الصغيرة على حساب مصلحة الوطن العليا وخدمة للأجندة الإقليمية التي تتخذ فعلاً من وطننا اليمني مساحة خصبة لتصفية حساباتها السياسية المرتبطة ذيلياً بالمشاريع الخارجية ذات الفكر التمزيقي والثقافة التوسعية الاستعمارية ونشر الفوضى الخلاقة بوسائل وأدوات محلية قاصرة الفكر وعقيمة الرؤية مصابة بمرض فقدان المناعة الوطنية, يتيمة الهوية والانتماء, فاقدة الحس الوطني, تعمل بغباءٍ فاحش لمصلحة الأجنبي, اعتقاداً قاصراً منها بأن الغاية تبرر الوسيلة وأن السلطة هي الموقع الضامن للبقاء دون إدراك منها بأن الأجنبي بما فيه المجتمع الدولي لا يؤمن بهذه السياسة ولا يلتزم بثقافة البقاء إلا للقوى, ومن أهم أجندته السياسية فرق تسد ولا صداقة دائمة ولا عداوة أيضاً دائمة..
فهل حان الوقت كي ندرك حجم الخطأ ونقرأ الوضع قراءة داخلية وخارجية رصينة وبالتالي نستشعر جميعاً حجم الخطر الذي يهدد أمن واستقرار اليمن ويعمل بكل ما أوتي من قُبح ليمزق الكيان الاجتماعي ويثخن الجرح في مشروعنا الوحدوي الحضاري؟ هل حان الوقت لنتجاوز الخلافات الشكلية ونرتقي بأنفسنا إلى مستوى المسؤولية المجتمعية ونعمل معاً في مواجهة التحدي كي نصفد الخطر ونغلب مصلحة الوطن على الذات الأنانية والسلطة الزائفة؟ هل سنكون فعلاً عند مستوى التحدي ومجابهة الخطر كي نفوز برضاء الله وبروز الضمير الحي
وحب الوطن؟..
نعم, لا شك في ذلك, فنحن شعب الحكمة والإيمان مهما داهمنا الخطر وأرقتنا المحن,إلا أننا لا نستسلم وسرعان ما نتجاوز الخلاف ونتعدى منحدرات الفتن.. ويبقى الأمل معقوداً في ناصية مؤتمر الحوار الوطني, حيث هو التحدي الأكبر في مواجهة الخطر, ما لم أقولها بكل صراحة وليسمعها الأعرج والأعمى والأصم: إن لا المحافظات الجنوبية ستكون "جنوب عربي" غير طائفي مناطقي ولا حتى موحد الأرض والإنسان, ولا المحافظات الشمالية ستكون جمهورية النظام موحدة الأرض والإنسان أيضاً وأن الخطر سيلتهم الجميع.. ولا مفر.. وإن المشاريع الخارجية ستفعل فعلها بنا.. والمبادرات الإقليمية سوف تتخلى عنا في لحظة وهن وسنكون نحن الضحية لفيروس الطائفية وعفن السلطة وذئاب المشاريع الخارجية المتربصة باليمن..
فلنذهب جميعاً إلى الحوار, حراك وثوار, سلطة ومعارضة كما يُقال, حزبي وقبيلي, معاصر وتقليدي, عسكري ومدني.. ولنتحاور على طاولة الوطن لنكون نحن ويكون الوطن اسمه القدسي اليمن.. هنا فقط سوف نتجاوز الخلاف المصطنع ونعيد تصدير الفتن لمن أنتجها خارجياً وصدرها عبر موانئ الخيانة والتآمر وهنا فقط سوف نتحدى الخطر بكل أدواته المحلية ووسائله الخارجية, بكل تصنيفاتها الطائفية والإرهابية.. فإلى الحوار إذاً لنمض بسفينة الوطن.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد