لقد صار من المعلوم بداهة بأن الحياة متغيرة ومتبدلة وخاصة في وسائل إدارة الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، وتحتاج من كل دول وقوى ومكونات المسلمين إلى تجديد في الأهداف والو سائل والخطاب، لمواكبة المتغيرات الحاصلة والحفاظ علي أصول الإسلام كمرجعية، ولكن للأسف، فان الغالبية العظمي من القوى الاجتماعية والدينية التقليدية المستفيدة من بقاء ما كان على ما كان مازالت عقولهم الباطنة تستجر الماضي وتدير صراعات الماضي لكسب العوام، متناسية قول الله (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون).. إيران نموذجاً واضحاً..
إن الخطاب هو نفس خطاب الماضي المركب علي فكر النواح والبكاء واللف والدوران حول الا شخاص، وفكر المحنة، وفكر التأمر وفكر الانتظار والجبر وغيره، وهذا عند الشيعة وغالبية أدعياء السنة،ولم يحدث لهم أي تجديد ولا فرمتة لأنظمة برامج عقولهم القديمة بسبب قوى مستفيدة سياسياً تدفعهم للتواصي والتعصب للماضي خوفاً على سحب البساط من تحت أقدام الجميع، و لهذا فإننا نطالب أصحاب العقول القديمة التي لم تخرج من الماضي أن يعيدوا النظر في فهمهم للإسلام و يمثلوا الإسلام العالمي والإنساني والشمولي والتوحيدي والجامع للثبات والمرونة والأصالة والمعاصرة، وأن يكفوا عن سرد مواعظهم المعهودة وحفظياتهم الرتيبة الجامدة ’ وأن يتركوا شعوبهم وأممهم يمارسون تجد يد حياتهم من منطلق أصول الإسلام.
إننا نطالبهم أن ينكبوا على تحليل الواقع انطلاقاً من معطياته الحقيقة ومشاكله السياسية وليس الوهمية، وأن يشرعوا بتقويم شامل للتجربة التي خاضها المسلمون،خلال العقد ين الماضيين وما نتج عنهما من أخطاء مازلنا نتجرع نتائجها الكارثية في أفغانستان والعراق والصومال ولبنان والشمال الأفريقي ونحن في اليمن لنا نصيب وغيرها من البلدان الإسلامية،وليعلموا أن الحقبة الماضية قبل ثورات الشعوب العربية، حصل فيها صحوة التدين وصحوة الوعي،والتقليديون لم يحدث لهم صحوة الوعي وإنما صحوة التدين المنقوص،ولهذا نطالبهم أن يعمدوا إلى إحداث تغييرات عميقة ليخرجوا من صندوق التدين المنقوص ويحدثوا آليات التفكير ومناهج التعامل مع تراث تأريخ المسلمين المتراكم منذ أربعة عشر قرناً كجهد بشري واكب متطلبات ذلك التأريخ، وإننا جميعاً في هذه المرحلة نتحمل مسؤولية جسمية في تطوير وتحييد التغيير السلمي العظيم،وإبعاده عن مواطن العنف وثقافة العنف والعودة إلى الإسلام الرشيد،والمساهمة في إخراج المسلمين ـ بسلام ـ من مصيدة الحرب الدائرة التي يريدها التطرف العنفي الغربي.
محمد سيف عبدالله العدينى
واجب اللحظة 1844