التصالح والتسامح صفة أخلاقية مميـزة تسمو بالذات من الأنا إلى نحن وهى قيمة إنسانية رائعة الفعل وسلوك حضاري يلازم مجتمعنا اليمني بكل أطيافه الاجتماعية ومشاربه الفكرية وانتماءاته السياسية.. خطوة رائعة على مسار التسامح والتصالح تلك اللوحة الكرنفالية التي شهدتها ساحة العروض في العاصمة الاقتصادية عدن والتي تلونت بالحضور الجماهيري المهيب من مختلف قرى ومدن المحافظات الجنوبية لإحياء الذكرى السابعة لمؤتمر التصالح وفك الارتباط بالماضي المؤلم الذي كرس المعانات وجسد الصراعات ووسع ثلمة الجرح في جسد الوطن اليماني الكبير عبر مراحل مختلفة..
لا ضير إن تخلل الكرنفال التسامحي بعض الشعارات الغير مرغوبة والرايات التي انطوت ألوانها في العام 90م وتلك البيانات اللكنة والغير حصيفة, فربما تكون من باب المزايدة السياسية والمراهنة من البعض على التخندق في المشاريع الخارجية سيئت الصيت, إلا أن الفعل كان إيجابياً من حيث الهدف الرئيسي في تجسيد مبدأ التصالح وإن كانت بعض الأفعال التي رافقت الكرنفال لا تروق للكثيرين من ذوي الفكر المتعصب والثقافة التكريسية التي تعتمد على مبدأ الأنا والاستبدادية في الرأي, إلا أنها من وجهة نظري رسالة وحدوية موجهة إلى كل القوى السياسية التي لا تقرأ الأحداث قراءة داخلية وخارجية رصينة, حيث أن تلك المظاهر المعبرة بركاكة عن الثقافة الانفصالية لا تجسد التوجه العام لدى الغالبية المؤمنة بالوحدة قدراً ومصيراً وخياراً وطنياً لا تنفك عُراه بين الأرض والإنسان اليمني, فبالتصالح والتسامح يكون أبناء الوطن في المحافظات الجنوبية قد تجاوزوا مرحلة اللا عودة إلى الصراع ومغادرة محطات الثأر من الماضي وعبور سلبية الحقد والانتقام من الخصومة السياسية بين رفاق الأمس وأبناء اليوم.
إذاً هو مبدأ التصالح والتسامح والرغبة الأكيدة في ترسيخ مفهومها على أرضية الواقع قولاً وعمل , ممارسة وسلوكاً, هكذا يجب على الجميع أن يفهم الحدث بكل تفاصيله الإيجابية والابتعاد عن التركيز في المخاطبة الوهمية والقراة السلبية, فالتصالح مسار أنموذجي على طريق أن لا نختلف على الأسس العامة والثوابت الوطنية في مشروعنا الوحدوي الحضاري ككل في الوطن الواحد وليس كبعض في المشروع الخارجي, ولن نختلف على مبدأ الحوار في ظل الهوية الوحدة, فكل الخيارات التي تضمن استحقاق المشروع النهضوي الوحدوي أرضاً وإنساناً مطروحة عدا ما لا يجيزه التصالح والتسامح في الهروب إلى مربع إعادة البرميل , وما لا يقره الواقع في تجاوز المشروع الجماهيري والعض عليه بالحوار كخيار وطني يمر بسلام فوق كل الخطوط بأطيافها الصفراء الخارجية والحمراء الداخلية..
إذاً هو التصالح والتسامح مع النفس بين أبناء المحافظات الجنوبية يعني بكل ما تجسده الكلمة من قداسة التوجه أنا في كل محافظات الوطن لن نختلف على الثوابت في إعادة الحقوق في ظل قدسية وحدة اليمن.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
تصالحوا فلن نختلف 1495