محافظة (إب) واحدة من المحافظات اليمنية التي طالها العبث من قبل بعض الفاسدين في السلطة المحلية.. الذين حولوها إلى (بقرة حلوب) يحصلون من ورائها على الأموال الطائلة، والسيارات الفارهة، والأراضي الشاسعة، والفلل الفاخر..
(2)
قبل أسابيع شهدت المحافظة حملة شعبية دعت إليها السلطة المحلية.. لتنظيف المحافظة، تمهيداً لإعلانها العاصمة السياحية.. الحملة التي أكد القائمون عليها بأنها طوعية 100% رُصد لها مئات الملايين – بحسب الوثائق التي حصلنا عليها- والتي تجاوزت الـ (60) مليون ريال.. لم يصرف منها على الحملة إلا ( الفتات), فيما ذهبت بقية الملايين إلى جيوب وأرصدة الفاسدين في السلطة المحلية.
في المقابل لم تأخذ الحملة حقها من الإعداد الجيد، والترويج المناسب و توفير مستلزمات النزول الميداني.. حيث تم تكليف كل طالب بإحضار أدوات النظافة على حسابه الشخصي.. كما تم تحصيل مبالغ مالية من الطلاب وأصحاب المحال التجارية تحت ذريعة دعم الحملة الطوعية.
إلى ذلك تم التركيز على بعض الشوارع القريبة من مبنى المحافظة، في الوقت الذي تم فيه إغفال الشوارع الرئيسية والمداخل الأساسية للمحافظة، لاسيما المدخل المؤدي من منطقة ( الذهوب – دار القدسي)، حيث يلحظ تدفق سيول المجاري منذ أشهر طويلة.. والتي بالإضافة إلى ما تبعثه من روائح مؤذية للسكان والمارة فإنها تساعد على انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
(3)
كلنا يدرك حجم المعاناة التي يعانيها عمال النظافة في بلادنا.. نظراً لعدم التزام غالبية المواطنين بآداب وسلوكيات النظافة.. نتيجة انعدام الوعي والإدراك الكبير بالأهمية التي تمثلها البيئة النظيفة على حياتنا اليومية.. رغم الجهود الفردية الجبارة التي يبذلها عمال النظافة.. الذين يقارعون يومياً حرارة الشمس القارسة، ونزلات البرد القاسية.. نجد المسئولين في الجهات المعنية لا يولون هذا الموضوع أي أهمية.. فالتقصير والإهمال لموضوع النظافة قد بلغ منزلة.
(4)
نحن شعب غير نظيف من الفطرة، لا نهتم بنظافة مظهرنا، ولا نظافة مأكلنا، ولا نظافة مشربنا.. حتى مساجدنا للأسف الشديد لا نوليها أي اهتمام.. فمن وساختها جعل بعض الغربيين يستدلون بقولهم: إذا شممت رائحة كريهة في حي ما فاعلم أن ثمة مكاناً لعبادة المسلمين.
(5)
لقد تهاون الكثير منا بأهمية النظافة لدرجة صرنا متكيفين مع ما يتم رميه إلى الشوارع والأحياء السكنية من مخلفات وقاذورات.. رغم وجود أماكن متخصصة لذلك في بعض الشوارع والأحياء السكنية, إلا أننا اعتدنا على رمي المخلفات إلى الشوارع وبطريقة فجة ومقيتة.. تعكس مدى استهتارنا بالنظافة وسلوكياتها الحميدة.
(6)
إن على السلطة المحلية، ممثلة بمحافظ المحافظ - إذا كان لا زال على كوكب الأرض- وصندوق النظافة والتحسين الاهتمام بعمال النظافة وإعطائهم حقوقهم ومستحقاتهم كاملة.. لأنهم يقومون بعمل وطني عظيم وجبار ليل نهار، في الوقت الذي تنتهك فيه حقوقهم، وتصادر رواتبهم، وتنهب مستحقاتهم من قبل بعض النافذين والفاسدين في صندوق النظافة بالمحافظة.. الذين هم بحاجة إلى حملة شعبية تعمل على تنظيف مؤسسات الدولة منهم ورميهم إلى مزبلة التاريخ.
موسى العيزقي
المحافظة الحلوب!.. 1586