شوقي التاجر وحده من يتحمل هذه "الزنقة أو الورطة " التي أدخل نفسه فيها.. لم يتعامل مع معطيات الثورة واستحقاقاتها فكانت النتائج عكسية, فقد خسر هو فرصة وهبته الثورة إياها بمنصبه كأول محافظ من أسرة هائل سعيد أنعم, فقد كان بإمكانه أن يعطي تعز الشيء الكثير, لكنه فشل في ذلك وفرمل عملية التغيير في الحالمة بسبب الأزمات التي اصطنعها ولم يستطع تجاوزها مزاجه الشخصي مع الحراك المتنوع في الساحة التعزية الثائرة..
تعامل شوقي مع تعز الثورة من منطلق بوابة النظام السابق المتمثل بدرزن الوكلاء ومدراء المكاتب التنفيذية بالمحافظة الذين وصلوا في فسادهم حد التخمة! واختتمها بثلة المشائخ متجاوزاً النهج التي جاءت به الثورة وأهدافها المدنية وبذلك يكون شوقي قد خلق فجوة واسعة بينه وبين متطلبات المرحلة التي تعيشها تعز..
لا نحمل شيئاً تجاه شوقي هائل, فكل اختلافنا معه هو أسلوب الإدارة الذي أعاد به تعز إلى مربع الفعل ورد الفعل والدخول في دوامات من الصراع وبالضرورة إيقاف عملية التغيير والبناء في المحافظة..
لم يعط التاجر شوقي لتعز سوى مزاجه!, لم يهبها إلا طباعه!, فكل ما حصلت عليه هو المزيد من الأزمات والفوضى وتوسيع الهوة بين جميع الأطراف السياسية والاجتماعية والشبابية..
حصل التاجر شوقي على أكثر نسبة (تدليل) و(مجاملة) من الرئيس والحكومة وهو تعامل استثنائي معه على غير المحافظين الذين جاءت بهم الثورة، وآخر ذلك هو قرار رئيس الجمهورية بخصوص تعز (عاصمة للثقافة), فقد كان القرار بمثابة هبة لتعزيز ثقة المحافظ بنفسه ليس إلا!, فالتوقيت الذي صدر فيه القرار هو من أعطانا هذه الاستنتاجات بحكم أن اليوم الذي صدر فيه القرار كان أبناء تعز قد خرجوا بمسيرات ورفعوا الكرت الأصفر أمام التاجر شوقي.
تم إقالة السعيدي، وتم التمرد على قرار وزير الكهرباء كله على شانك (واشوقي)!.. كل هذا لم يجد نفعاً بسبب العقلية المزاجية المدللة التي تميز بها التاجر المحافظ.
ستتذكر تعز أنها يوم من الأيام قد كانت مأرب أو الجوف نسخة أخرى, فقد أعاد شوقي نهج الحكم والسلطة للنظام السابق إلى الواجهة باعتماده أدوات القبيلة في طريقة إدارته للمحافظة..
التهميش والإقصاء كان هو النصيب الأوفر لشباب تعز, فقد كانوا مواداً خامة متمردة على عقلية التاجر شوقي وعصية على الترويض من قبل آلته التجارية البحتة.. لذلك لجأ شوقي إلى أركان النظام السابق الذي رأى فيهم سلعة سهلة وقابلة للتداول, لكنه لم يع أنها ستكون عكسية النتائج عليه وعلى مشروع التغيير المدني الشامل لتعز.
تعرضت الثورة لأكبر عقاب وتأديب من قبل شوقي, على الرغم أنه جاء إلى هذا المنصب من بوابة الثورة الشبابية الشعبية السلمية وليس من نافذة (الفلول)!, فقد كان كالصبي العاق لوالدته, لأنه لم يفرق بين منتجاته من الحليب بمجموعة هائل سعيد التجارية وبين حليب الوطنية والإنسانية والمسؤولية التي تنتجها الأم "تعز".
ما تحتاجه تعز اليوم ليس بحثاً في الأزمة النفسية التي يعيشها شوقي !, بل هو البحث في نفس تعز المدنية والحلم والثقافة قبل أن ينقطع هذا النفس!, يجب بحث ما بعد شوقي بأسرع وقت وفي اللحظة الراهنة.
لن تقف تعز الثورة ولا مشوارها التغييري مراعاة لنفسية التاجر المدلل وستتجاوز الثورة هذا الوضع لتلافي مزيد من الأوجاع التي قد تلحق بتعز الثورة والبطولة.
ما عاد يجدي إقناع شوقي بالبقاء بمنصبه, فالمتربصون بتعز ومدنيتها وثورتها ينتظرون لحظة الصفر أو الفراغ لضرب الحالمة بعصا الطائفية والفوضى وانتشار الجريمة وإدخالها في مستنقع النظام السابق.
ما يؤسفنا هو المبرر اللامنطقي الذي يبديه شوقي هائل إزاء الثورة عليه حين يحدثنا أن تعز تم تسليمها له من قبل الرئيس!, هذه هي العقلية التجارية بنظام الهبات والمنح التي جعلت من شوقي (المحافظ الكارثة) غير المتوقعة.
سليمان الحماطي
زنقة التاجر شوقي!! 1424