;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

المتمصلحون والثورة 1617

2013-01-17 14:57:22


رغم مرور قرابة العامين على انطلاق ثورات الربيع العربي والتي كان لبلادنا اليمن نصيب منها, إلا أن التغيير لاسيما في الجوانب الاقتصادية والمعيشية يسير ببطء شديد جداً, الأمر الذي جعل الكثير يصاب بالإحباط غير مدركين للمعركة التي تدور رحاها بين الثوار الذين يسعون إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على العدل المساواة والتعايش بالقبول بالآخر ويسود فيها النظام والقانون وبين أصحاب النفوذ والمصالح.. الذين يعملون بجد من أجل إيقاف عجلة التغيير ويضعون العوائق أمام بناء الدولة التي حتماً سوف تقضي على مصالحهم وتنهي نفوذهم..
وهذه المعركة نحن اليوم نعيش أحداثها غير مدركين أنها هي الثورة الحقيقية, فهي أشد وأقوى من إسقاط النظام..لأن تيار المتمصلحين ومراكز النفوذ الذين يعملون من أجل انحراف مسارها وإعادة إنتاج النظام السابق ولو بشكل جديد حتى يبقى نفوذهم ولا تتأثر مصالحهم.. مستغلين غفلة الثوار وتفرق كلمتهم.. كل يوم نفاجأ بشيء جديد كلما اعتقدنا أن الأمور انجلت والهم زاح ظهرت مستجدات جديدة تعيدنا إلى نقطة البداية.. كان آخرها على سبيل المثال مشروع العدالة الانتقالية الذي تم تقديمه إلى مجلس النواب بصورة مشوهة.. والهدف من وجهة نظري الشخصية هي إدخال الثوار في معركة جانبية تبعدهم عن المعركة الحقيقية التي هي استكمال نقل السلطة والقضاء نهائياً على سلطان العائلة التي قد كانت على وشك الاكتمال بعد القرارات التي أصدرها رئيس الجمهورية والتي وحدت الجيش وأنهت مليشيات العائلة.. تلك القرارات أنهت مصالح كثيرة ويكفى مثال على ذلك ما نشر مؤخراً عن وجود أكثر من مائة ألف اسم وهمي, فيما كان يسمى الحرس الجمهوري..
المتمصلحون في الغالب يعملون في الخفاء ولا يحبون المواجهة, هم مع ما يحقق مصالحهم يمدحون ويطبلون للنظام إذا حقق مصالحهم ويعارضونه إذا هدد مصالحهم, يختلفون مع بعضهم عندما تتقاطع مصالحهم ويتفقون عندما يشعرون أن هناك خطراً يهدد مصالحهم ..
النظام البائد ارتبط مع شبكة من المتمصلحين من أجل الحفاظ على الكرسي وهذا ما أعطاه قدراً من الصمود أمام صرخات الثوار, لكنه في النهاية لم يجد مفراً من الاستسلام والتنازل ليأتي نظام آخر قائم على التوافق, لكن تبقى شبكة المصالح لا تزال في مواقعها تقود حملة مضادة ضد الثورة وتسعى بكل قوة إلى عدم تحقيق أهدفها وهذا ما يجب على الثوار أن يدركوه جيداً, فالدولة المدنية التي يتطلعون إليها لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تم القضاء على أصحاب النفوذ والمصالح.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد