إن على العلماء الدعاة، والوعاظ وطلاب العلوم الشرعية في كل المذاهب والجماعات، الذين ما زالوا يد رسون بالوسائل المتوارثة، التي تعتمد على الحفظ والتلقين والتعليم بمنهجية الاتجاه الواحد المشخصن والممذهب، والتي لم تراع تطور وسائل التعليم الحديثة ولم تراع التقارب بين الثقافات، ولم تراع التفاعل بين الحضارات الذي يزداد يوماً بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات، وبفضل الثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الشعوب، حتى أصبحت الأمم وكأنها تعيش في قرية كونية كبيرة.. والسبب في عدم التجديد والمواكبة أن أغلب شيوخ الإسلام التقليدي ودعاته في أغلب المذاهب والمدارس يفكرون بعقليات الماضي، ولم يعطوا مساحة في تفكيرهم للحاضر والمستقبل، وهم يخشون التناقض وينفرون من التباين، ويجنحون وبصورة وكأنها غريزية نحو التماهي بأشخاصهم، ومع جماعاتهم، ومذاهبهم أو المدرسة التي ينتمون إليها وينسون أن الإسلام غير الأشخاص والمذاهب والجماعات، ويتم الاختباء بصمت خلف جمهرة العوام من المتدينين، ويوهمون السواد الأعظم من عوام المسلمين بأن في التباين واختلاف التنوع والتعارض والعلوم الحديثة وهناً للأمة وإضعافاً للإسلام وخرقاً للإجماع الذي رفعوه إلى مرتبة التقديس في أغلب المجتمعات العربية والإسلامية، ويخوفون عوام المسلمين من التعددية الحزبية والفكرية ومن الدولة الحديثة التي ليس فيها طاعة ولي الأمر واجبة.. ويقولون إن في اختلاف التنوع والتعددية بذور شقاق خطير ووهناً كبيراً..
أقول: إن هذا أمر طبيعي بسبب التغير السريع وخاصة بعد ثورات الشعوب العربية التي سحبت البساط على ثقافة الاستبداد والجمود، ولم يصاحبها ثورات في التفكير والتعليم وهي قادمة ولا شك كسنة ربانية اقتضتها طبيعة الحياة التغييرية, ونحن الآن في مراحل التغيير في حياة الأمة.. ولكن ما هو غير طبيعي هو عدم الاستعداد والتهيؤ لهذا التغيير في الأمة، والأخطر منه رمي من ينصحهم بأنه مخالف إلى آخر المعزوفة.
محمد سيف عبدالله العدينى
ضرورة مواكبة المتغيرات حتى لا نتقادم 1655