في كل يوم نرى التقدم والتطور والنهضة العالمية في شتى المجالات في جل أنحاء العالم وفي أي مجال أو مرحلة في تقدم وازدهار, فكل يوم نرى العالم يتقدم ويزدهر مع كل يوم نعيشه, لكن لم نسأل أنفسنا يوماً كيف وصل العالم إلى هذه المراحل وهذه التقنيات.. بالطبع انه العلم يا سادتي, فقد رفعت أمم به واستعانت الأمم به واعتمد العالم عليه, فبهذا الشيء بدأت الدول بالتقدم ونشر العلم والتعليم, لأنها عرفت انه المصنع والمولد الوحيد للتطور والنمو, فقد قال الشاعر: العلم يبني بيوتاً لا أساس لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف.. فقد كانت بريطانيا تعيش في حالة من الخمول الاقتصادي والثقافي عكس ما يحدث مع الدول المجاورة في الدول الأوروبية, استمرت الحال حتى جاءت الملكة اليزابث التي كرست وجعلت نفسها لدولتها والتي سمي عصرها التي حكمت فيه بريطانيا بالعصر الذهبي الذي تطورت وتقدمت فيه بريطانيا بسرعة كبير.. الملكة اليزابث لم تعتمد على الأموال والاستثمار والإعلانات والاحتفالات, هي اعتمدت على شيء واحد وهو نشر التعليم في بريطانيا انتشر العلم وتعلم الناس وبدأت بريطانيا تكبر وتصبح من الدول العظمى, ففي ذلك العصر خرج من بريطانيا, العلماء والأدباء والمخترعون ومنهم الكاتب الشهير شكسبير الذي مازلنا نقرأ قصصه ومسرحياته إلى الآن, فقط اعتمدت على العلم والتعليم, فكان لها نصيب كبير من الثقافة الوعي وخروج العالم والمثقف والأديب والمهندس, هذا هو العلم فله أهميته الكبيرة في التطور, فلولا العلم وأهميته لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اطلبوا العلم ولو في الصين " وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام " من سلك طريقا يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة " ونحن العرب فقط نقرأ ولا نفهم وإذا فهمنا لا نعمل, فلو اعتمدت الدول العربية عموما واليمن خصوصاً, لأنها تعتبر للأسف من أسوأ الدول العالمية, على العلم التعليم لكنا ألان نصنع وننتج من خيرنا وعلمنا ولكن هذا ليس إلا كلاماً, فاليمن تعتبر من أسوا الدول الراعية التي لاتهتم بالعلم والتعليم, فقد أصبح العلم في اليمن مجرد هواية أو وسيلة عادية فهنا نرى كل طالب لايتعلم إلا من أجل أن يكمل الثانوية ويخلص أو انه جاء مكرهاً من الأسرة ولانرى إلا نادرا من جاء لطلب العلم والانتفاع به فلو سألت أكثرهم لماذا لا تكمل التعليم, يرد عليك وبكل سهولة لم يستفد منه الأولون أي شيء فكيف سأستفيد أنا, فلا وظائف ولا تشجيع ولا دعم وأيضاً الدولة والحكومة لاتضع للتعليم أهميته للأسف فبالكاد أصبح الخريج يحصل على وظيفته وإذا حصل الخريج من الثانوية على منحة إلى الخارج عاش أسوأ أيامه الدراسية لعدم وجود الدعم من قبل الحكومة وكأن هذا الطالب يعيش في دولة لا توفر له كل متطلباته وما يحصل في المدارس فهو أكثر وأعظم مصيبة, فقد أصبح آخر العام الدراسي مجرد صفقات واتفاقات بين بعض الطلاب والمدرسين أو إدارة المدرسة, فيأتي وقت تسليم النتائج نهاية العام الدراسي والطالب الفاشل الذي لم يقدم أدنى جهد في عامه الدراسي وكذلك الطالب الذكي والمجتهد الذي تعب وضحى وتعلم بنفس الدرجات والمحصلات التي حصل عليها الطالب الغائب الفاشل وفوق كل هذا يأتي شخص ليقول لك: لماذا الغرب متقدمون على العرب ونحن مسلمون؟ فكيف نريد تطوراً وتقدماً وازدهاراً ونحن على هذا الوضع ؟ فلو استفادت الدول العربية من العلم والتعليم لكنا أفضل حالاً مما نحن عليه الآن ولكن لابد أن نتفاءل بخير ونضع أملنا على الله ثم على دولتنا الرشيدة ابتداءً من الحكومة والأسرة والمدرسة والمعلم, ثم على الطالب الذي يحمل الأمل والثمرة لنمو هذه البلاد وتقدمها, فمن هؤلاء نستطيع أن نبني جيلاً ودولة متطورة ومتقدمة.. نسأل من الله التوفيق والنجاح.
ياسر البناء
حال التعليم في بلادنا 1684