إن ما يعتمل داخل الخريطة العربية من تحولات سياسية واجتماعية بالغة الدلالة تتطلب صوغ مستقبل أكثر عدلاً و كرامة و حرية ! بعيداً عن ذهنية الإقصاء الممنهج ..
الواقع أن الشباب العربي الذي احتشد كسيول بشرية في ساحات الحرية وميادين التغيير ترجم تطلعات الشعوب العربية نحو الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ترجمها إلى ثورة في أداء نضالي منقطع النظير، ليسقط بفعل ثورات الربيع العربي رموز أنظمة دكتاتورية عاثت في الأرض فساداً, لكن لا زال حتى اليوم إحداث التغيير المنشود عالقاً بين تجاذبات الساسة ومكايدات ومماحكات القوى المتباينة, كون النخب في البلدان العربية دائماً تضع نصب أعينها المصلحة الحزبية أو النخبوية أولاً ولا يأتي الاهتمام الوطني والقومي في حسبانها إلا ثانوياً إذا لم يكن هامشياً.
لتدرك النخب والقوى والأحزاب كافة سواء باليمن أو بمصر أو تونس أو ليبيا أن العودة إلى الوراء والمصالحة مع أزلام صناع الفساد ورمز الدكتاتوريات الساقطة مستحيلة وأن الاستبداد بات غير ممكن ، فأنه يكمن تحقيق أهداف الثورات التغيرية غير منقوصة والتعامل الموضوعي و العقلاني مع إحداثيات الواقع الجديد .
إن المتابع لواقع المشهد العربي يدرك أن بقايا الأنظمة " الساقطة " تقوم حالياً باللعب على أوراقها الأخيرة والقذرة لتعطيل عملية الانتقال الديمقراطي، و لو ترتب على ذلك إغراق البلاد بالفوضى والعبث.
ينبغي فك القبضة السياسية المسيطرة على الثورة ليتسنى لشباب الثورة ممارسة التصعيد والضغط الثوري بأساليب سلمية وحضارية وبالتالي كنس بقايا الساقطين، ولتمشي العملية السياسية في الخط الموازي لخط الثورة ورموز وقادة النخب مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالإدلاء بتصوراتهم الموضوعية, كوننا في أمس الحاجة لكل الأصوات الصادقة والهادفة بتصوراتهم الموضوعية.
إيمان سهيل
الأوراق الأخيرة لبقايا الساقطين 1717