لست مع من يؤمنون ببعض مبادئ التغيير ويكفرون ببعض ولا مع من يرون القبائل في صنعاء كرؤوس الشياطين وفي تعز المدنية فالمشايخ بمفهومهم كطلح منضود..
بصراحة.. كلما تبرز قضية على المشهد اليمني لا أرتوي في القراءة عنها إلا بعد أن أقرأ مقالاً للكاتب اليمني الساخر فكري قاسم، ولكونه قلماً يتوق للتغيير والمدنية وينبذ الفساد والبلطجة والتخلف والرجعية والعنصرية و"حمران العيون"، فقد طال انتظاري لقلمه بشأن هيئة المشايخ الاستشارية بتعز ولكن دون جدوى ولم أعرف السبب حتى الآن مع إنها قضية دسمة بالنسبة للزميل الرائع فكري قاسم..
ترى أين موقف الزميل "فكري" من "قبيلة شوقي هائل" في تعز...؟!.. أم أن القبيلة باتت لدى كاتبنا الكبير وغيره من مشاعل التنوير ودعاة التغيير، تنحصر في حاشد وأولاد الشيخ الأحمر، والقوى المتخلفة في شخص الشيخ عبدالمجيد الزنداني ومن يستهوي "أبو الأفكار" مقارعتهم ويصب عليهم سياط النقد اللاذع.. وهل أصبح مصطلح "حمران العيون" ليس إلا في سنحان فحسب، أما في تعز فالمشائخ أليفة وغير ذي شوكة يمكن ترويضهم على المدنية بديون الشيخ/ شوقي هائل ببساطة ويمكن التعامل معهم بالصمت والمدارة كأفضل علاج ناجع ونكتفي بالتعامل المؤدب معهم: " لا تسألون عما انتقدنا ولا نسأل عما تعبثون" .. وحتى هذا الاتكيت ترفضه القبيلة من أساسه فهي لا تؤمن إلا بالبطش والنهب والهنجمة والعنجهية والتباهي المقزز والمخيف ولو على حساب أهداف الثورة ورؤوس الأثوار ودماء بني آدم وتطلع العباد ومستقبل البلاد وهويتها وثقافتها وحاضرها وحضريتها.
فالمشيخة باليمن ذات عيار موحد وكل منتسبيها يؤدون ذات العنجهية سواء كانوا من طراز 1/16 she.k أو من طراز she-72 ولا يمكن أن تكون القبيلة في تعز من عيار 18 وفيما عداها من عيار 24 ، وتعز المدينة التي لم تعرف المشيخة منذ زمن وربما منذ ما قبل ميلاد شوقي، لم يعد لها أجنحة تقوى على التحليق في سماء الحرية بعد أن جاءها أمر محافظها بالهبوط الاضطراري على حافة القبيلة ولن يفلح قوم جعلوا "أمرهم مشيخة"..
وإننا وبرغم تفاجئنا بصدمة القبيلة الهائلية بتعز والتي باشرنا بها محافظ ما بعد التغيير، كركلة حمار مباغتة أفقدتنا القدرة حتى على عملية التنفس؛ حتى أصبحنا لا ندري بأيهما نبدأ بـ"الشهيق أم بالزفير".. لكن لم يسيطر علينا الإغماء كثيرا فقد أفقنا سريعا من الصدمة الهائلية لتفادي الأمر والعمل على ما من شانه إسقاط مجلس الشيوخ بتعز وان تطلب الأمر إسقاط شيخهم الأكبر الذي أعاد لهم هيبة المشيخة لأننا ببساطة نؤمن بقدرة أبناء تعز على انتشال الحالمة من بين أنياب "المشيخ" ومخالبهم التواقة للنهب والسلب وندرك جيدا أساليبهم في ارضاخ النخبة المتنورة والمثقفة بـ"البهررة" والصميل..
هانذا أجد نفسي واقفا في صف المحافظ بحملات النظافة من اجل أناقة تعز واعتبرها انجاز ينبغي على أبناء المحافظة مساندتها بقوة.. لكني في ذات الوقت أتمنى أن يراجع شوقي نفسه ويسحب قراره حتى لا يوسخ الحالمة بالمشيخة ويضع في الحسبان ما تقضيه مرحلة التغيير التي تعيشها البلاد وينشدها الشعب اليمني الذي ضحى في سبيل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى وسيلاقي الجميع في صفه.
عموما الأمر ملحا ولا نعتقد أننا سنفتقد أقلاما تموت إذا اختنقت بالحقيقة أو إذا ما خرجت عن دروب النضال، سيما في ظل "عاصفة القبيلة في زمن التغيير"، وأعتقد أن الزميل فكري قاسم ما زال تحت تأثير الصدمة الهائلية وسيفوق قريبا وما زال الوقت مواتيا وان تأتي ثمرته المنتظرة متأخرة خيرا من ألا تأتي.. خير اللهم اجعله خير..
* بالتزامن مع أخبار اليوم
عبد الحافظ الصمدي
فكري وقبيلة هائل.. 2651